سياسة

أزمة النيجر تفجِّر مخاوف من اندلاع صراع متعدد الدول في إفريقيا


يلوح تهديد الحرب واندلاع أزمة إقليمية كبرى في منطقة الساحل والصحراء بالقارة الإفريقية، بعد انتهاء المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للمجلس العسكري في النيجر للتخلي عن السلطة واستعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم، حيث هدد المجلس باتخاذ إجراءات عسكرية، في الوقت الذي اتخذ فيه المجلس العسكري في النيجر إجراءات تصعيدية جديدة، ليلوح في الأفق أول صراع متعدد الدول في القارة الإفريقية منذ عقود.

تهديدات عسكرية

وبحسب مجلة “بولتيكو” الأميركية، فإن أي نزاع ينشأ في هذه المنطقة سيكون له تأثير واسع المدى، فلا تزال تهديدات الحرب قوية للغاية، ولم يشر أي من الجانبين إلى أنه سيتراجع، فخلال عطلة نهاية الأسبوع اتخذت النيجر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا خطوات مهمة للاستعداد للحرب، حيث أغلقت النيجر مجالها الجوي يوم الأحد واستعدت لقواتها المسلحة في حالة غزو المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

وأرسل المجلس العسكري وفداً إلى مالي الأسبوع الماضي، ويقال إنه طلب من البلاد تجنيب مرتزقة فاغنر في حالة التدخل العسكري المدعوم من روسيا، وعلى الجانب الآخر عمل قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في أبوجا على خطط الحرب خلال عطلة نهاية الأسبوع، وطلب الرئيس النيجيري بولا تينوبو من مجلس الشيوخ النيجيري يوم الجمعة الإذن بنشر جيش البلاد في حالة تدخل محتمل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، كما قطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر؛ ما أدى إلى إغراق معظم البلاد في الظلام.

فوضى جديدة

وأكدت المجلة أن التدخل ليس مؤكدًا، حيث يريد مجلس الشيوخ النيجيري من تينوبو أن تستنفد جميع الخيارات الدبلوماسية أولاً قبل الإذن بالانتشار، كما عزز المجلس العسكري في النيجر دعمه، حيث تجمع الآلاف لدعم الانقلاب في نيامي، عاصمة البلاد، في نهاية هذا الأسبوع، وأرسل المجلس العسكري تعزيزات عسكرية؛ ما يشير إلى أن أي صراع لاستعادة بازوم سيستمر لبعض الوقت.

قال إبينيزر أوباداري، زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية: “أخشى أن يظل المجلس العسكري في مكانه في المستقبل المنظور”.

وتابع: “من المؤكد أن نتيجة تدخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ستكون فوضى كبرى في المنطقة، فإذا قامت نيجيريا والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بغزو النيجر، فسوف يشعل ذلك أول صراع متعدد الدول في القارة منذ عقود، ويختبر القوة العسكرية لنيجيريا من جانب ودول الساحل الداعمة للانقلاب وهي بوركينا فاسو ومالي، بعد تعهدهم بالدفاع عن النيجر.

وأشارت المجلة إلى أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لن تتمكن من القيام بذلك بمفردها، وقد خلقت الأزمة بعض الحلفاء غير المتوقعين للكتلة، حيث أعلنت فرنسا، التي تعتبر نيجيريا والإيكواس منذ فترة طويلة تهديدات لنفوذها في غرب إفريقيا، دعمها للتدخل العسكري بقيادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يوم السبت، وأشارت الولايات المتحدة إلى بعض الدعم لإجراءات الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، على الرغم من أنها لم تلتزم أيضًا بعدم التدخل.

قلق حقوقي

وأفادت المجلة الأميركية بأن جماعات الإغاثة تشعر بالقلق من أن الصراع قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الهش بالفعل في النيجر، حيث صرحت ويتني إلمر، نائبة مدير عمليات Mercy Corps في غرب ووسط إفريقيا بأنه من المتوقع أن يواجه 3 ملايين شخص في النيجر انعدامًا شديدًا للأمن الغذائي قبل نهاية “موسم الجفاف” الصيفي في سبتمبر، كما نزح بالفعل حوالي 500 ألف شخص داخل البلاد.

تابعت إلمر: “إذا حدث صراع نشط فإننا نتوقع أن هذه الأرقام يمكن أن ترتفع”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى