وزير الخارجية الإيراني يشبّه المسيرّات الإسرائيلية بـ”ألعاب أطفال”
قلّلت طهران من أهمية الهجوم المنسوب إلى إسرائيل ووقع في وسط إيران الجمعة، مستبعدة الردّ في وقت يبدو أنّ الطرفين يتجنّبان التصعيد وسط تزايد التوترات على خلفية الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” الأميركية إن “ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوماً”، مضيفاً أنّ الأمر كان عبارة عن “طائرتين أو ثلاث طائرات بدون طيار تلك التي يلعب بها الأطفال في إيران”.
وأضاف أن طهران لن ترد إلا إذا بدأت إسرائيل في مغامرة جديدة، مردفا “ليس لدى إيران خطة للرد ما لم تشن إسرائيل هجوما كبيرا عليها” وشدد على أنه إذا هاجمت الدولة العبرية الجمهورية الإسلامية فسوف تتلقى ردا أشد بكثير.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية الجمعة عن سماع دوي انفجارات فجراً بالقرب من قاعدة عسكرية في محافظة أصفهان، بعدما “نجح نظام الدفاع الجوي” الإيراني في إسقاط “عدّة” مسيّرات.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل شنّت ضربة على إيران رداً على الهجوم الإيراني غير المسبوق الذي استهدفها في 13 أبريل/نيسان.
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم كشف اسمه قوله إنّ هدف إسرائيل من الهجوم هو أن تظهر لإيران أنّها قادرة على توجيه ضربة لها في الداخل.
وتأتي هذه التطوّرات في خضمّ الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي اندلعت بعد الهجوم الذي نفّذته الحركة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وواصل الجيش الإسرائيلي اليوم السبت القصف المدفعي والغارات الجوية على أنحاء مختلفة من القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة.
كما يواصل عمليات المداهمة والتوغل في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلن أنّ قواته قتلت خلال مواجهات عشرة ناشطين فلسطينيين واعتقلت ثمانية آخرين، في مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم في شمال الضفة. وبدأ الجيش عملياته في نور شمس قبل “أكثر من أربعين ساعة”.
وفي إشارة إلى المخاوف من مآلات الأوضاع المتفاقمة على خلفية التطوّرات الأخيرة وفي ظل الحرب في غزة، سارع المجتمع الدولي إلى الدعوة إلى ضبط النفس.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ “هدف” بلاده والأعضاء الآخرين في مجموعة السبع المجتمعين في كابري في إيطاليا هو “خفض التصعيد”.
كما تحدّث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اتصالات مع إيران وإسرائيل. وقال “أبلغنا الإسرائيليين بأنّ إيران لا تريد تصعيداً”.
من جهته، رأى الخبير السياسي الإيراني حميد غلام زادة أنّ “حادثة أصفهان هي عمل تخريبي تافه للغاية” وقال إنّ “إسرائيل بحاجة إلى تصعيد آخر وحرب أخرى لصرف انتباه العالم عن قطاع غزة وإشراك الولايات المتحدة وغيرها في حرب للدفاع عنها”.