هل سيحقق مؤتمر المانحين هدفه ويخفف من معاناة اليمنيين؟
قامت الدول المشاركة في مؤتمر المانحين لليمن في السعودية بالتعهد بتقديم 1.35 مليار دولار، وهذا المبلغ لا يغطي ما طلبته الأمم المتحدة الطامحة لدعم يبلغ 2.4 مليون دولار من أجل مساعدة الهيئات المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية للبلد المنهك بالحروب.
وخلال المؤتمر الذي استضافته السعودية عن بعد بالاشتراك مع الأمم المتحدة، فقد منحت الدول المشاركة 30 تعهداً حيث رجعت التعهدات الأكبر إلى السعودية وألمانيا وبريطانيا، حسب ما أفادت به شبكة سي ان ان.
فيما تعهدت السعودية بمنح 500 مليون دولار في المقابل كان التعهد ب 137 مليون دولار من طرف ألمانيا و197 مليون دولار من بريطانيا و78 مليون دولار من المفوضية الأوروبية حسب ما جاء على لسان ممثلي هؤلاء الدول في المؤتمر، أما أمريكا فقد تعهدت في 6 مايو الماضي بالتبرع بـ225 مليون دولار لدعم برنامج الغذاء في اليمن.
هذا وأعلنت المملكة العربية السعودية بأنها ملتزمة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي من أجل دعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن في هذه لسنة وأيضا خطة مواجهة وباء كورونا على أن يُخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة.
وقال من جانبه رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة بأنّ ما بقي من المنحة وهو 200 مليون دولار ستُنفذ من خلال المركز بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأشار أيضا الربيعة بأنّه قد جرى اعتماد مبلغ 30 مليون دولار للمرحلة الثالثة من مشروع مسام الذي يهدف إلى تطهير اليمن من الألغام، ليكون بذلك ما تم صرفه على جميع المراحل الثلاث للمشروع مبلغ وقدره 100 مليون دولار.
أما وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، فطالب هو الآخر الدول والمنظمات الدولية بتقديم الدعم ومساعدة اليمن، وأوضح بأنّ المملكة منحت أكثر من 16 مليار دولار لمساعدة اليمن منذ بدء الأزمة.
وقال أيضا المتحدث نفسه بأنّ ميليشيات الحوثي تقوم بالاستحواذ على المساعدات الإنسانية المتوجهة لليمن مما يزيد من معاناة المواطنين اليمنيين كما أكد بن عبد الله، خلال كلمته أمام المؤتمر على موقف المملكة الثابت في دعم ومساندة اليمن وشعبه الشقيق، وعبر عن تقدير الرياض البالغ لما تقدمه الأمم المتحدة من عمل إنساني من خلال وكالاتها العاملة في كل أنحاء العالم وفي اليمن خاصة.
وشدّد من جهته الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته خلال المؤتمر على ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن وذلك للتخفيف شيئا ما عن المدنيين، وأشار أيضا إلى أنّ المنظمات الدولية لا تملك ما يكفي من الأموال حتى تغطي الاحتياجات الإنسانية في ذلك البلد الذي أنهكته من الحروب، كما أكد غوتيريش على ضرورة ضمان مواصلة تدفق المساعدات الإنسانية لليمن، وأشار إلى أنّه ولابد من منع الميليشيات من قرصنة المساعدات.
ويشار إلى أنّ الهدف من المؤتمر يتمثل في إيقاظ الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن، وكذا الإعلان عن تعهدات مالية لسد احتياجات البلاد الأساسية، وقد شارك في المؤتمر أكثر من 126 جهة منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، إلى جانب البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.