هل تمهد الإمارات لعودة سورية تدريجية إلى المشهد العربي؟

بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره السوري أحمد الشرع اليوم الاثنين في دمشق التي وصلها في إطار جولة خليجية، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات التنموية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار مساعي الشرع إلى إعادة بناء علاقات سوريا مع الدول العربية والمجتمع الدولي، في وقت تتطلع فيه الحكومة السورية إلى استقطاب الاستثمارات الخليجية، مدفوعة برغتبها في دفع عجلة الاقتصاد المنهك بسبب سنوات من الحرب الأهلية.
وتسعى الإمارات، التي انتهجت مقاربة متوازنة تجاه الأزمة السورية ولم تقطع قنوات الحوار بالكامل، إلى لعب دور الوسيط وتهدئة التوترات في المنطقة في إطار دبلوماسية وازنة، فيما تؤكد زيارة الشرع إلى دمشق هذا الدور ورغبة سوريا في الاستفادة من الخبرة التي راكمتها أبوظبي في عدة قطاعات.
وتعد الدولة الخليجية الثرية مركزًا اقتصاديًا وماليًا مهمًا، وتتطلع سوريا إلى جذب الاستثمارات الإماراتية للمساهمة في عملية إعادة الإعمار الضخمة التي تحتاجها بعد سنوات الحرب، فيما أشارت تصريحات سابقة إلى اهتمام إماراتي بفرص الاستثمار في عدة قطاعات سورية.
وتواجه دمشق تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، فيما تلعب الإمارات دورًا في دعم استقرار سوريا، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد خلال لقائه الشرع في أبريل/نيسان الماضي.
وبحث رئيس الإمارات والشرع خلال لقاء جمعهما في “قصر الشاطئ” بالعاصمة أبوظبي اليوم الاثنين “العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، بما يحقق مصالحهما المتبادلة”، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
كما تبادلا “وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية محل الاهتمام المشترك”، مؤكدين “أهمية العمل على تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع دولها وتنمية شعوبها وازدهارها”، وفق الوكالة.
وجدد الشيخ محمد تأكيده “موقف أبوظبي تجاه دعم الأشقاء في الجمهورية العربية السورية، وكل ما يصب في مصلحتهم، ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر”.
ودون تحديد الدول التي ستشملها جولته، ذكرت “سانا” أن الشرع بدأ جولته الثانية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أنها تأتي بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا.
ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية ست دول هي السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان. وتهدف الجولة الحالية إلى “تعزيز التعاون الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الخليجية إلى الداخل السوري، في إطار خطة إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية الشاملة”
وعُقد اجتماع رسمي بين الجانبين تناول تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي، وسبل دعم جهود سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، وفق “سانا”.
وأفاد المصدر نفسه بأن الشرع أكد خلال اللقاء أن “سوريا، وقد طوت صفحة الحرب والانقسام، تتجه إلى بناء شراكات استراتيجية مع الأشقاء في الخليج، مشيدا بدور الإمارات الريادي في دعم الاستقرار الإقليمي”.
كما أعرب عن “تطلع دمشق إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية في مجالات التنمية المستدامة والتحول الرقمي والطاقة النظيفة”. وتشير بعض التحليلات إلى أن الإمارات قد تلعب دور الوسيط في قضايا إقليمية حساسة تتعلق بسوريا، بما في ذلك محادثات غير مباشرة محتملة مع إسرائيل، في ظل اهتمام الدولة العبرية بإبرام اتفاق سلام مع دمشق.