سياسة

هل تقدم ستاربكس الدعم لإسرائيل؟


شركة المقاهي الأمريكية “ستاربكس” هي إحدى الشركات التي أثيرت حولها جدل بخصوص ما إذا كان يجب مقاطعتها أم لا، وذلك بناءً على ارتباطها بمناطق النزاع، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

كثيرون من الناس يعتبرون أن “ستاربكس” تعمل في مناطق تحت الاحتلال الإسرائيلي وتدعم الاستيطان، وبالتالي يجب مقاطعتها احتجاجاً على هذه السياسات. ومن الجهة الأخرى، يرى البعض الآخر أن الشركة ليست مباشرة مرتبطة بالأحداث السياسية ويمكنهم الاستمتاع بمنتجاتها دون الشعور بالضيق.

من المهم أن يقوم الأفراد بالبحث والقراءة عن مصادر مختلفة لفهم القضية واتخاذ قرار شخصي بناءً على المعلومات المتاحة والقيم الشخصية.

جذور هذا الجدل تعود بشكل كبير إلى عام 2014 خلال تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخروج دعوات على منصات التواصل الاجتماعي للمقاطعة بسبب دعمها لـ “إسرائيل”.

انتشرت دعوات المقاطعة بشكل كبير في الدول العربية منذ ذلك الحين، وامتدت بزخم متفاوت إلى الوقت الحالي، وأخدت أسبابًا أخرى متعلقة بسياسة غلاء الأسعار، فضلًا عن دعم الاحتلال.

حينها، حدّثت الشركة بشكل سريع، بيانًا كانت قد نشرته لتوضيح سياستها، إذ قالت إن التحديث يأتي لتوضيح “المفاهيم الخاطئة” حول رعاية الشركة لـ “إسرائيل“. (1)

في البيان المحدث، قالت ستاربكس إنها لا تدعم أي قضايا سياسية أو دينية، مضيفة أن “لا ستاربكس ولا رئيسها التنفيذي هوارد شولتز (في ذلك الوقت) يوفران أي دعم مالي للحكومة الإسرائيلية أو لجيش الاحتلال الإسرائيلي“.

وجاء في البيان أن “الشائعات بأن ستاربكس أو هوارد يقدمان دعمًا ماليًا للحكومة الإسرائيلية أو للجيش الإسرائيلي هي شائعات كاذبة تمامًا.. ستاربكس هي شركة علنية ولابد من الكشف عن أي شراكات أو أموال معطاة خلال بيان سنوي”.

وأجاب البيان، الذي جاء في صيغة سؤال وجواب، عما إذا كان صحيحًا أن الشركة قد أرسلت أي من أرباحها في أي وقت مضى إلى الحكومة الإسرائيلية أو إلى جيش الاحتلال، وأجاب البيان: “لا، هذا غير صحيح على الإطلاق”. (2)

هل رئيس ستاربكس داعم لـ “إسرائيل”؟

رغم أن الشركة أكدت أن شولتز لم يقدم أي دعم لـ “إسرائيل” أو جيشها، إلا أنه كان من بين 20 من قادة الأعمال الذين تم تكريمهم بسبب “عمله الخيري وخدمة المجتمع”، بجائزة “الذكرى الخمسين لتأسيس صندوق القدس لإسرائيل”، وهي جائزة تمنح لمن ساهم بدعم الاقتصاد الإسرائيلي. (3) 
 

لماذا غادرت ستاربكس “إسرائيل”؟

أوضحت ستاربكس في بيانها: “قررنا حل شراكتنا في إسرائيل في عام 2003 بسبب التحديات التشغيلية التي مررنا بها في تلك السوق، وأخذنا هذا القرار بعد شهور طويلة من النقاش مع شريكنا هناك، لقد كان هذا قرارًا صعبًا بالنسبة للشركتين، لكننا نعتقد أنه كان قرارًا صائبًا”. (1)

كما أن البيان، الذي جاء وسط الدعوات العالمية لمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال، لم يشر إلى تلك الدعوات، لكن لهجته الدفاعية كانت واضحة تمامًا ضمن تجنب حركة المقاطعة التي تدعو لمقاطعة المنتجات والشركات الداعمة لـ “إسرائيل“، بالإضافة لفرض العقوبات على الاحتلال وسحب الاستثمارات منه. (2)

على الرغم من عدم وجود أي فروع لها داخل فلسطين المحتلة، تعمل ستاربكس في العديد من بلدان الشرق الأوسط مثل مصر وتركيا والمغرب وقطر والسعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة ولبنان.

متى عملت ستاربكس في “إسرائيل”؟

افتتحت ستاربكس العالمية أول فروعها في سبتمبر 2001، وذلك بواسطة شركة “ديلك – Delek” الإسرائيلية للطاقة، ضمن خطة سرعة الانتشار وافتتاح 10 فروع في السنة الأولى، على أن تصل لـ 80 فرعًا خلال خمسة سنوات، بوتيرة تصل إلى 16 فرعًا في السنة.

كانت الخطة تتمثل بافتتاح مقاهي بعدة أشكال وهي: مقاهي كبيرة صغيرة ونقاط بيع؛ مع التشديد على ملاءمتها للذائقة الإسرائيلية. 

بسبب افتتاح الشركة لفرعها الأول بعد نشوب الانتفاضة الثانية بحوالي سنة، وفي فترة شديدة التوتر من الناحية الأمنية، كان للوضع الأمنيّ العام تأثيرًا مباشرًا على عمل ستاربكس، فشهدت المطاعم والمقاهي حينها 22 عمليّة، ومنها في فندق في نتانيا ومقهى “مومنت” في القدس، بحسب صحيفة غلوبس الإسرائيلية. 

رغم هذ التبرير، تؤكد الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية أنه لا يمكن لوم الوضع الأمنيّ وحده على الأسباب التي دفعت ستاربكس نحو الفشل في “إسرائيل“، إذ بدأت الشركة في أبريل 2002 بإقالة عمّالها، وتراجعت عن نيّتها في افتتاح فرعها في القدس.  

يعود ذلك بسبب فشل واضح في التسويق والإدارة، لأنّ نفس الأسباب الأمنيّة لم تمنع شبكات المقاهي الأخرى مثل شبكة “أروما” و”كافيه كافيه” من الانتشار.
 

ما موقف حركة المقاطعة؟

عام 2014، أصدرت حركة المقاطعة، تحذيرًا شديد اللهجة لستاربكس حول أخبار تحدثت عن نيتها شراء حصة في شركة “صودا ستريم“، إذ ستعتبرها متواطئة في انتهاكات “إسرائيل” للقانون الدولي، وبالتالي ستواجه احتمالات المقاطعة الشعبية وإمكانية اتخاذ إجراءات قانونية. 

يذكر شركة “صودا ستريم” للمشروبات الغازية تعرضت لحملة واسعة بسبب دعمها لـ “إسرائيل” وتربحها من العمل في المستوطنات، إذ عمدت على تسويق منتجاتها طوال سنوات في أكثر من 40 دولة حول العالم تحت وصف “صنع في إسرائيل”، سعيًا للاستفادة من الإعفاءات الضريبية والامتيازات الأوروبية للمنتجات الإسرائيلية. 

بحلول عام 2014 كانت مبيعات “صودا ستريم” قد تراجعت بنسبة 12% عالميًا، بسبب الحملة ضدها، وتهاوى سهمها من 55 دولار إلى 21 دولار، لتعلن الشركة نيتها إغلاق مصنعها الاستيطاني بحلول عام 2015. 

في ذلك الوقت، قالت حركة المقاطعة: إنه يجب على ستاربكس التخلي عن أي خطط لشراء حصة لدى “صودا ستريم” أو الدخول في شراكة معها أو مع أي شركة أخرى تستفيد من الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات لتجنب أن تصبح هدفًا لحركة المقاطعة. 

ما هو خطأ ستاربكس؟

بالعودة إلى ما قبل ذلك، وفي لقاء مع صحيفة الرياض السعودية عام 2009، قال هوارد شولتز رئيس “ستاربكس” أنه ارتكب خطًأ بعدم الرد على شائعات ارتباط شركته بـ “إسرائيل” مطلع الألفية الثالثة، مجددًا نفيه تقديم الشركة أي دعم للاحتلال. 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى