سياسة

هل تصمد الهدنة؟ قراءة في مواقف حماس وإسرائيل من الاتفاق المقترح


في ظل تصاعد الحرب والضغوط الدولية لإنهاء التصعيد في غزة، وافقت حركة حماس على مقترح لوقف إطلاق النار.

في خطوة وصفها الوسطاء بأنها محاولة لفتح الطريق نحو اتفاق شامل، فيما تدرس إسرائيل الرد على المقترح خلال الأيام المقبلة.

ويستهدف الاتفاق، الذي يستمر لمدة 60 يومًا، تهدئة الأوضاع الإنسانية والسياسية في القطاع، مع تبادل للرهائن والسجناء، وإعادة انتشار محدود للقوات الإسرائيلية.

أبرز بنود المقترح

وكشف قيادي بارز في حماس، ومصدران أمنيان مصريان رفضا الكشف عن هويتهم، عن تفاصيل الاتفاق، الذي يراعي تبادل الأسرى والرهائن على مراحل:

  • إعادة 10 رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، إلى جانب رفات 18 آخرين، خلال فترة 60 يومًا. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 20 من بين 50 رهينة ما زالوا أحياء.
  • الإفراج الإسرائيلي عن 150 سجينًا فلسطينيًا حكمت عليهم محاكم إسرائيل بالسجن المؤبد، و50 آخرين قضوا أكثر من 15 عامًا.
  • تبادل الجثث بمعدل جثة فلسطينية مقابل 10 فلسطينيين يحتجزون لدى إسرائيل.
  • السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بمشاركة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
  • انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي داخل حدود قطاع غزة بمسافة حوالي كيلومتر واحد على طول الحدود الشمالية والشرقية، بما يشمل منطقتي بيت لاهيا والشجاعية.
  • بدء مفاوضات مباشرة بين حماس وإسرائيل حول وقف دائم لإطلاق النار بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.

المسار المصري لتثبيت الهدنة

وكان مصدر مصري مطلع، أكد في بيان للهيئة العامة للاستعلامات، أن المقترح يتضمن مسارًا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، بالإضافة إلى وقف مؤقت للعمليات العسكرية، مع إعادة انتشار القوات الإسرائيلية على خطوط محددة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل مكثف لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. وأوضح المصدر أن المقترح يشمل تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد الرهائن الإسرائيليين، بما يوازن بين المتطلبات الإنسانية والأمنية.

وأشار المصدر إلى أن الوسطاء نجحوا في إحراز هذا التقدم رغم الأحداث الأخيرة المتجهة نحو مزيد من التصعيد، معتبرين أن الخطوة تفتح المجال للوصول إلى اتفاق شامل دون تعريض حياة الرهائن للخطر، ولتخفيف المعاناة الإنسانية لسكان غزة.

استمرار الأزمة الإنسانية

على الرغم من الاتفاق المتوقع، نددت الأمم المتحدة باستمرار إسرائيل في منع إدخال الخيام إلى غزة، ما يزيد من معاناة المدنيين النازحين، خصوصًا في مدينة غزة. وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إن إسرائيل تمنع إدخال الخيام منذ خمسة أشهر، ما أجبر أكثر من 700 ألف شخص على ترك مساكنهم مرارًا دون القدرة على الاحتفاظ بالخيم.

وأضاف لايركه أن إسرائيل تعتبر الخيام «أدوات ذات استخدام مزدوج» يمكن استغلالها لأغراض عسكرية، وهو ما يؤدي إلى فرض إجراءات بيروقراطية تزيد من صعوبة إيصال المساعدات بسرعة.

من جانبه، حذر مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من نقل الفلسطينيين إلى مناطق تتعرض للقصف، مشيرًا إلى أن النازحين في منطقة المواصي لا يحصلون إلا على حد أدنى من الغذاء والماء والكهرباء والخيام، ما يعكس استمرار الأزمة الإنسانية رغم محاولات التهدئة.

واكتسبت جهود وقف القتال زخما جديدا خلال الأسبوع المنصرم بعد أن أعلنت إسرائيل خططا لشن هجوم جديد للسيطرة على مدينة غزة. وتبذل مصر وقطر جهودا حثيثة لاستئناف المحادثات غير المباشرة بين الجانبين بشأن خطة لوقف إطلاق النار تدعمها الولايات المتحدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى