هل القاهرة وأنقرة تقتربان من إنهاء القطيعة؟
أعرب محللون سياسيون أتراك عن تفاؤلهم بطي صفحة القطيعة بين القاهرة وأنقرة بعد التطورات الإيجابية بين الجانبين، غير أنهم توقعوا أن يستغرق ذلك وقتا طويلا.
واعتبروا في الوقت ذاته أن أنقرة والقاهرة تقتربان من طي صفحة القطيعة بينهما، وكسر الحواجز المعنوية، بما يخدم مصلحة البلدين، واستقرار الأوضاع في المنطقة.
لكن في تقدير هؤلاء المحللين السياسيين فإن عودة العلاقات بشكل طبيعي وكامل “سيأخذ بعض الوقت”.
وضمن تحركات أنقرة في سبيل التقارب مع القاهرة، أقر البرلمان التركي، الأربعاء، مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان تركيا تطورات في مسار عودة العلاقات مع مصر، معلنة عن زيارة وفد دبلوماسي للقاهرة أوائل الشهر المقبل.
طي صفحة القطيعة
وقال طه عودة أوغلو، المحلل السياسي والباحث بالعلاقات الدولية، في حديث لـ”العين الإخبارية” إنه “بعد سنوات من القطيعة تلوح في الأفق بوادر عودة الدفء للعلاقات المصرية-التركية”.
وأشار إلى أن “تركيا ومصر تقتربان من طي صفحة القطيعة، وفتح صفحة جديدة ربما تُعيد تشكيل المشهد الإقليمي من جديد”.
وتابع: “من مصلحة البلدين التسريع في عملية إعادة تطبيع العلاقات وفتح صفحة جديدة؛ حيث إن سنوات القطيعة استنزفت من فرص التعاون الإقليمي لحل صراعات عديدة”.
كسر للحواجز المعنوية
وفي هذا الصدد، نبه المحلل السياسي التركي إلى أن “مساعي إعادة العلاقات لطبيعتها بين تركيا ومصر انتقلت من المستوى الأمني إلى السياسي، مع دعوة القاهرة لأنقرة إلى إرسال وفد بقيادة نائب وزير الخارجية إليها مطلع مايو/أيار المقبل”.
واعتبر أوغلو أن اجتماع أنقرة-القاهرة المقبل على مستوى مساعدي وزيري الخارجية سيُسهم في كسر الحواجز المعنوية في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
كما أبرز أن “المبدأ المعتمد في السياسة يقول لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن مصلحة دائمة، لا سيما أن اللجوء إلى حلول وسط ترضي الطرفين تكون مخرجا للعديد من الأزمات”.
خطوات إعادة العلاقات
وبدوره، قال مصطفى أوزجان الكاتب والمحلل السياسي التركي، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن التحركات التركية الأخيرة بينها الإعلان عن زيارة وفد دبلوماسي للقاهرة أوائل الشهر المقبل يرفع مستوى الاتصالات مع القاهرة، والتباحث في النقاط الخلافية، ثم يليه الانتقال لرفع التبادل الدبلوماسي ثم إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
واستدرك أوزجان قائلا: “لكن بطبيعة الحال فإن مسار عودة العلاقات بشكل طبيعي لن يكون سهلا، خاصة بعد التراكمات السلبية في العلاقات على مدار 8 سنوات”.
تحركات جيدة وإيجابية
وفي رأي مصدر سياسي تركي ثالث رفض ذكر اسمه، فإن “إعادة العلاقات بشكل طبيعي وكامل سيأخذ وقتا، لا سيما في ظل وجود حكومة رجب طيب أردوغان”.
لكنه في الوقت ذاته، وصفت تحركات بلاده الأخيرة بـ”جيدة وإيجابية”، قائلا لـ”العين الإخبارية إن “الخطوات تعكس نوايا إيجابية لحكومة أنقرة التي تحاول أن تخطو خطوات عملية نحو إعادة العلاقات لطبيعتها مع القاهرة”.
وفي تقدير المصدر السياسي التركي فإن عودة العلاقات بشكل طبيعي تسهم لا شك في أمن واستقرار المنطقة، للإمكانات وعناصر القوة والأوراق التي يمتلكها البلدان.
وبدأت تركيا في الآونة الأخيرة العمل لإعادة بناء العلاقات مع مصر ودول الخليج العربية في محاولة للتغلب على الخلافات التي تركت أنقرة معزولة على نحو كبير في العالم العربي.
وأعلن المتحدث إبراهيم كالين باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بعثة دبلوماسية تركية ستزور مصر أوائل مايو/أيار، مشيرا إلى أن “هناك اتصالات بين رؤساء أجهزة المخابرات ووزيري خارجية البلدين”.
وتوقع مستشار أردوغان والمتحدث باسم الرئاسة التركية، في مقابلة مع وكالة “رويترز”، أن تسفر المحادثات التي ستجرى بين تركيا ومصر الأسبوع المقبل عن تعاون متجدد بين القوتين الإقليميتين المتباعدتين، وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا.
وأعرب عن اعتقاده بأنه من مصلحة القاهرة وأنقرة والمنطقة إعادة العلاقات لطبيعتها بين البلدين، بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع.
ومؤخرا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن “مرحلة جديدة بدأت في العلاقات مع مصر وقد تكون هناك زيارات ومباحثات متبادلة في هذا الإطار”.
جاء ذلك في معرض تصريحات أدلى بها جاويش أوغلو للصحفيين مؤخرا، تعليقا على المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره المصري سامح شكري.
وسبق أن عقبت القاهرة على الاتصال الذي تلقاه شكري من نظيره التركي، وقالت إنه يؤخذ في إطار “إشارات ضرورة تصويب المسار”.
ومنذ 8 أعوام، تشهد العلاقات بين مصر وتركيا ما يشبه القطيعة بسبب ملفات عدة، أبرزها سياسة أنقرة في المتوسط ودعم الإخوان والتدخل في ليبيا.