نتساريم وصلاح الدين.. محور المعارك مجددًا في غزة وسط توغل وتحذيرات

مع انهيار الهدنة الأخيرة في غزة، عادت الأجواء المشحونة لتسيطر على القطاع، حيث تجدد القصف وتوغلت القوات البرية في ممر استراتيجي
وأمس الأربعاء، أعلنت إسرائيل أن قواتها استعادت جزءا من ممر “نتساريم” الذي يشق قطاع غزة (يفصل الشمال عن الوسط والجنوب)، وحذر وزير دفاعها من أن الهجمات ستشتد حتى تفرج حماس عن عشرات الرهائن وتتخلى عن سيطرتها على القطاع.
-
خطة أميركية إسرائيلية لتوطين فلسطينيي غزة في إفريقيا
-
هدنة مؤقتة أم اتفاق دائم؟ تفاصيل المقترح الأمريكي لإنقاذ غزة
وأوضح الجيش أن “عمليته البرية المحدودة” في غزة ستخلق “منطقة عازلة جزئية بين شمال غزة وجنوبها”.
واليوم الخميس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على “إكس”، إن قوات بلاده بدأت خلال الساعات الماضية “عملية برية محددة في منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه بهدف توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه”.
وأضاف “خلال العملية انتشرت القوات حتى وسط محور نتساريم”.
وفي منشوره، حذر المتحدث العسكري السكان “من الانتقال على محور صلاح الدين بين شمال القطاع وجنوبه وبالعكس”.
وبيّن أن التحرك من شمال القطاع إلى جنوبه يسمح فقط عبر طريق الرشيد (البحر).
-
غزة بعد الحرب.. بين الخطط المتباينة والمخاطر المحتملة
-
غارة إسرائيلية على شمال غزة تهدد استقرار الهدنة
عودة بعد انسحاب
وكان الجيش الإسرائيلي انسحب من محور نتساريم في إطار وقف إطلاق النار الذي بدأ في ١٩ يناير/كانون الثاني الماضي.
وأمس الأول الثلاثاء، انهارت الهدنة بغارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ويقول مراقبون إن التطورات البرية والتي شملت العودة لممر نتساريم وإرسال المزيد من القوات الإسرائيلية إلى جنوب غزة، “تهدد بجر إسرائيل وحماس إلى حرب شاملة مجددا”.
وقد منح وقف إطلاق النار الفلسطينيين المنهكين من الحرب بعض الراحة، وسمح بتدفق المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة. كما أدى إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين احتُجزوا لأكثر من 15 شهرا.
واستخدمت إسرائيل ممر نتساريم، الذي يبلغ طوله حوالي 4 أميال (6 كيلومترات)، كمنطقة عسكرية خلال الحرب.
ويمتد الممر من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل، جنوب مدينة غزة مباشرة، أكبر منطقة حضرية في القطاع.
-
مفاوضات حول رهائن غزة تُدار “فوق رأس” إسرائيل بمبادرة أمريكية جديدة
-
تحرك مصري لإقناع واشنطن بخطة إعمار غزة
وحتى انسحاب إسرائيل من نتساريم في يناير/كانون الثاني، مُنع مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من شمال غزة إلى الجنوب من العودة طوال الحرب. وقد عاد الكثير منهم منذ ذلك الحين.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صرّح بأن الجيش سيأمر الفلسطينيين قريبا بإخلاء مناطق القتال.
وقال كاتس إن القصف الجوي يوم الثلاثاء “كان مجرد خطوة أولى” في خطة إسرائيل لزيادة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين والتخلي عن السيطرة على غزة. وإلى أن يحدث ذلك، سنهاجم “بكثافة لم تعرفوها من قبل”.
-
الدعم الأوروبي يعزز الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
-
إسرائيل تستخدم قصف غزة لإنقاذ مسيّرتها العسكرية من السقوط
موقف حماس
وفي تعقيبه على العملية البرية، قال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حماس في بيان، إن تحركات القوات البرية في غزة تُعد إشارة واضحة على تراجع إسرائيل عن الهدنة وإعادة فرض “الحصار”.
واليوم الخميس، كشفت الحركة أن المحادثات مستمرة مع الوسطاء بشأن وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والعمل على إلزام تل أبيب باتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت حماس التزامها بالاتفاق المبرم في يناير/كانون الثاني.
-
تحركات جديدة في القاهرة.. وفد حماس يناقش تفاصيل “المرحلة الثانية” لاتفاق غزة
-
دعم لغزة لا للتهجير.. قمة القاهرة تحشد لصندوق إعادة الإعمار
صاروخ قادم من اليمن
وفي ساعة مبكرة من صباح الخميس، قال الجيش إنه تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل أن يصل إلى المجال الجوي الإسرائيلي.
وسُمع دوي صفارات الإنذار وعدة انفجارات في أرجاء متفرقة بإسرائيل، ويبدو أنها أصوات الصواريخ الاعتراضية.
مصير الرهائن
وفي إسرائيل، أثار استئناف الغارات الجوية والمناورات البرية في غزة مخاوف بشأن مصير الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وشارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات مناهضة للحكومة، حيث دعا الكثيرون إلى التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى إلى ديارهم.