“نتساريم” في غزة: محور نزاع استراتيجي بين الماضي والحاضر
“نتساريم”.. اسم فُرض على جغرافيا قطاع غزة، وأعاد الروح للسكان بعد أن بدأت إسرائيل الانسحاب منه تنفيذا لبنود اتفاق الهدنة.
وبدأت القوات الإسرائيلية، الإثنين، بالانسحاب من «محور نتساريم» إيذانا ببدء عودة الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشوداً كبيرة تتحرك، بعد فتح أول نقطة عبور في وسط قطاع غزة في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت غرينتش).
-
إعادة إعمار غزة: مليارات الدولارات ضرورة ملحة لإحياء القطاع
-
غزة الجريحة.. الركام وطن والذكريات بيت اللاجئين
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صباح الإثنين، عبر «تليغرام»: «أذكركم بأنه بناء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيسمح بعودة السكان مشياً على الأقدام إلى شمال قطاع غزة، عبر طريق نتساريم، ومن خلال شارع الرشيد (طريق البحر) اعتباراً من الساعة 07:00 صباحاً بالتوقيت المحلي».
كما سمح بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع بعد التفتيش عن طريق صلاح الدين اعتباراً من الساعة 09:00 صباحاً بالتوقيت المحلي.
ما هو ممر نتساريم؟
ممر نتساريم هو طريق يشق قطاع غزة، ويمتد من الحدود الإسرائيلية شرقا إلى البحر الأبيض المتوسط غربا.
وقد ذُكر الممر لأول مرة في خطة إسرائيلية أوائل سبعينيات القرن العشرين تحت عنوان “خطة الأصابع الخمسة” التي كانت تهدف إلى تشريح القطاع للسماح بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
-
غزة في الانتظار: تطورات متوقعة حتى عملية التبادل التالية
-
نازحو غزة.. انتظار مقلق قرب ممر نتساريم لتجاوز العقبات
الممر الفعلي، الذي يمر عبر الجزء الجنوبي من مدينة غزة، يبلغ طوله نحو 7 كيلومترات (4 أميال) ولم يظهر إلى السطح إلا أثناء الحرب الجارية حاليا.
وقال وزير إسرائيلي لشبكة “سي إن إن” في وقت سابق من هذا العام إن ممر نتساريم سيجعل من الممكن السفر من كيبوتس بئيري -أحد المجتمعات الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إلى الشاطئ، في سبع دقائق فقط.
ونتساريم هو اسم المستوطنة الإسرائيلية التي كانت موجودة حيث يقع الممر الآن، مما يعطي مشروع الطريق الجديد رائحة إعادة احتلاله، وفق هآرتس.
-
حرب غزة.. “حماس” جنّدت آلاف المقاتلين منذ اندلاع الحرب
-
غزة تستعيد نشاطها: إجراءات جديدة منذ 1967 تسهم في عودة السكان والشراكة المصرية
وخلال الحرب كان يُحظر على الفلسطينيين استخدام هذا الطريق، الذي كان يحتوي على قواعد إسرائيلية للقوات التي تسيطر على حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب، ويعمل كمنصة انطلاق للعمليات الإسرائيلية.
في بداية الحرب، أمرت إسرائيل سكان شمال غزة بالإخلاء إلى الجنوب باستخدام الطرق الرئيسية التي تعبر ممر نتساريم.
ويُعتقد أن الممر يشكل عنصرا رئيسيا في خطة طويلة الأجل من جانب إسرائيل لتقسيم غزة إلى نصفين ومراقبة منطقة عازلة مستقبلية بين الطرفين، مصممة لمنع الهجمات على غرار السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
-
اليوم الرابع من هدنة غزة.. قلق متزايد وشكوك حول الاستمرارية
-
هدنة غزة: الاتفاق الجديد بين إسرائيل وحماس يفتح آفاقا للسلام
وقالت مصادر في الجيش لصحيفة هآرتس في وقت سابق إن ممر نتساريم سيسمح لإسرائيل بالمراقبة والسيطرة على حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب.
في المقابل، أصرت حماس على أن شرط أي اتفاق هو الانسحاب الإسرائيلي من معبري فيلادلفيا (جنوبا) ونتساريم.
-
اليوم الأول للهدنة في غزة: مشاهد العودة والاحتفال المشوب بالقلق
-
بعد الحرب.. غزة تحاول النهوض وسط أنقاض الدمار