من يقف وراء المحاولة الفاشلة؟ تفاصيل مثيرة عن انقلاب بوركينا فاسو المُحبط

أعلنت بوركينا فاسو، عن إحباط «مؤامرة كبرى» قال إنها كانت تستهدف الإطاحة بالنظام وزرع الفوضى الشاملة في البلاد.
واتهم المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو، ضباطًا فارّين يقيمون في كوت ديفوار بالوقوف وراء المخطط.
-
بوركينا فاسو.. شعب يكافح للبحث عن مصيره وسط أنقاض الإرهاب
-
بوركينا فاسو تتخلى عن «إرث استعماري».. نهاية الشعر المستعار في القضاء
تفاصيل المخطط
وقال وزير الأمن محمدو سانا، في بيان رسمي عبر التلفزيون الحكومي، إن «العمل الدقيق الذي قامت به أجهزة الاستخبارات كشف عن مؤامرة كبرى جرى الإعداد لها ضد بوركينا فاسو، هدفها النهائي زعزعة استقرار البلاد ونشر الفوضى على نطاق واسع».
وأضاف أن «المخطط كان يتضمن تنفيذ هجوم يوم الأربعاء 16 أبريل/نيسان الجاري ضد مقر رئاسة الدولة، على يد مجموعة من الجنود تم تجنيدهم خصيصًا لهذه المهمة».
وأشار الوزير إلى أن مدبّري المؤامرة جميعهم يتواجدون خارج البلاد، وتحديدًا في كوت ديفوار، التي سبق أن وُجهت إليها اتهامات مماثلة من جانب حكومة بوركينا فاسو خلال الشهور الماضية.
-
بوركينا فاسو تتعقب جذور محنتها في إرث فرنسا
-
الانسحاب من إكواس.. النيجر ومالي وبوركينا فاسو ترفض التراجع
فيما لم يصدر رد فوري من كوت ديفوار على هذه الاتهامات.
وسمّى الوزير القومندان جواني كومباوريه والليفتنانت عبدالرحمن باري بوصفهما من الضباط الفارّين المتورطين في التخطيط للهجوم.
كما أعلن عن اعتقال نحو 10 عسكريين داخل البلاد، من رتب مختلفة، من بينهم القومندان أويدراوغو فريدريك.
وتُعد هذه الاتهامات تطورًا جديدًا في التوتر المتصاعد بين بوركينا فاسو وكوت ديفوار، إذ سبق للمجلس العسكري أن تحدث عن «مركز عمليات لزعزعة الاستقرار» يتمركز في أبيدجان، العاصمة الاقتصادية لجارته الغربية، حيث يُعتقد أن معارضين سياسيين وأمنيين ينشطون هناك ضد النظام الحاكم في واغادوغو.
أزمة أمنية متفاقمة
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه شرق البلاد تصعيدًا غير مسبوق في العمليات المسلحة، لا سيما بعد الهجوم الدامي الذي تعرض له معسكر دياباغا العسكري، والذي أسفر عن مقتل نحو 50 من عناصر الجيش ومتطوعي «الدفاع عن الوطن»، وهم قوة شبه عسكرية موالية للجيش.
هذا الهجوم أعاد إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني، وسط اتهامات للحكومة بالفشل في التنسيق بين القوات العسكرية والمتطوعين المحليين، وبغياب المحاسبة في الجرائم السابقة، كالمجزرة التي وقعت في منطقة سولينزو وراح ضحيتها العشرات من المدنيين.
-
بوركينا فاسو: حكومة تصريف أعمال بعد انقلاب العسكر على حليفهم
-
بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين: تصاعد التوتر بين البلدين
وتطرح الأزمة الأمنية في بوركينا فاسو تحديًا مزدوجًا للسلطة؛ فهي تواجه من جهة خطر الجماعات الإرهابية المنتشرة في الشمال والشرق، ومن جهة أخرى احتمالات تمرد داخلي وانقسامات عميقة، قد تؤدي إلى مزيد من التدهور الأمني والسياسي.
ويبرز الواقع الأمني في بوركينا فاسو، كما يراه خبراء، تعقيدات عدة تتعلق بتصاعد الإرهاب وزيادة دور المليشيات المحلية التي لم يعد بإمكان الحكومة السيطرة عليها بالكامل.