سياسة

من الذي قصف اليمن؟


“لنتذكر من كان أول من قصف اليمن؟ وسوف نرى من أين بدأت الكارثة” كلمات لم يتفوه بها يوم أمس عبد الملك الحوثي أو حسن نصرالله أو حتى قاسم سليماني، بل رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، “الداعم الأول للقضايا العربية والإسلامية” حسب أتباعه، هكذا رد خلال مؤتمر صحفي، عقب قمة الدول الضامنة لصيغة أستانة في أنقره، تعليقاً على الهجمات التي استهدفت منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية في المملكة العربية السعودية.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية التركية أدانت الحادثة في بيان نشرته، إلا أن النوايا الحقيقية تجلت بعد البيان بيوم واحد فقط، حين أجاب الرئيس التركي على صحفية سألت عن الحادثة بكلمات مقتضبة، لكنها كانت كفيلة بكشف حالة تخبط الرجل الذي يعيش مرحلة هي الأسوأ على مستوى مشاريعه التوسعية خارجياً.

والحقيقة أن الرئيس التركي نسي أو تناسى تصريحاته السابقة التي دعم فيها التحرك العسكري في اليمن من أجل استعادة الشرعية، ونسي أيضاً أن الذي بدأ في قصف اليمن كانت جماعة الحوثي حين سيطرت في سبتمبر من عام 2014 على المؤسسات الأمنية والمعسكرات والوزارات في العاصمة صنعاء، وقصفت المنشآت واستولت على السلطة، في بلد كان يشهد تحولاً في اتجاه الديمقراطية، لولا الانقلاب الذي قامت به الجماعة.

يبدو أن ذاكرة رجب طيب أردوغان حديدية حين يتعلق الأمر بسلطنة آل عثمان قبل مئات السنين، إلا أنه سريع النسيان لأحداث لم يمر عليها سوى 4 أعوام فقط، أو أنه سريع التبدل بصريح العبارة، كما حدث في الحالة السورية حين أسهم في تدمير سوريا ودخل في حرب ضدها، لكنه خرج بتحالف مع حلفائها بهدف نيل حصة من القسمة بعد أن طرد اللاجئين السوريين من بلاده.

لا شك أن تصريحات الرئيس التركي تبين حجم التناقضات التي كشف عنها خلال إجابة قصيرة، كما حمل رده مغالطات مقصودة من أجل تزييف الحقائق، وتعبر عن مرحلة جديدة من التصعيد المباشر من دون خجل أو حياء.

لقد أصبح اللعب على المكشوف، وهنا يتبادر سؤال لكل من دعم أردوغان، ورآه سلطاناً عثمانياً جديداً، وداعماً لقضايا المسلمين، من جماعات الإسلام السياسي وأخواتها: هل بقي شيء من قناع أردوغان؟

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى