سياسة

مقاتلات تايفون تفتح جبهة توتر جديدة بين تركيا وإسرائيل


تتوجس إسرائيل من أي تطور في القدرات العسكرية لدول المنطقة يهدد تفوقها في هذا المجال الذي تولي أهمية بالغة للحفاظ عليه، وخاصة تلك التي تختلف معها سياسيًا مثل تركيا، فيما وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اليوم الثلاثاء، انتقادات إلى الحكومة بسبب عدم عرقلتها شراء أنقرة طائرات “تايفون” القتالية متعددة المهام.

و”يوروفايتر تايفون” الأوروبية مقاتلة من الجيل 4.5، صُممت لتحقيق التفوق في القتال الجوي، وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف الأرضية.

ويتركز انتقاد المعارضة على خشيتها من تقوية القدرات العسكرية التركية بشكل يهدد التفوق الإسرائيلي، معتبرة أن الحكومة الحالية لم تقم بالجهود الكافية لمنع هذه الصفقة.

وقال لابيد في منشور على منصة “إكس” “لو كان لدى إسرائيل وزارة خارجية فاعلة، أو حكومة عادية، لكانت قد عرقلت منذ زمن طويل الصفقة التي كانت ألمانيا وبريطانيا تُبرمها لبيع طائرات يوروفايتر تايفون 4.5 إلى تركيا”، محذرا من أن أنقرة”تسعى لهدف تحقيق التوازن الجوي مع إسرائيل”.

وتابع “تمتلك أنقرة بالفعل أكبر وأقوى بحرية في الشرق الأوسط، وقد وضعت لنفسها الآن هدف تحقيق التوازن الجوي مع إسرائيل”، مضيفا “هذا أمر خطير، وحكومتنا الفاشلة سمحت لهذه الصفقة بالمضي قدمًا دون أن تُحرّك ساكنًا”.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال جودت يلماز نائب الرئيس التركي إن بلاده ترحب بالتقدم الإيجابي الذي أحرزته المفاوضات مع بريطانيا بشأن توريد مقاتلات “يوروفايتر تايفون”.

وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تخطيط بلاده لشراء 40 طائرة “يوروفايتر تايفون” القتالية متعددة المهام.

وتصاعد التوتر بين أنقرة والدولة العبرية بعد شن إسرائيل حربا على غزة، حيث قامت تركيا بإجراءات دبلوماسية أكثر صرامة، بما في ذلك قرار إزالة تل أبيب من قائمة وجهات الصادرات المستهدفة، وهي خطوة غير مسبوقة في تقييد العلاقات الاقتصادية.

وتعتبر إسرائيل أن دعم تركيا لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ”حماس‘، والتي تصنفها الدولة العبرية كمنظمة إرهابية، يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها وتتوجس من أن يترجم أي تعزيز للقوة التركية إلى دعم أكبر لحماس أو جماعات أخرى معادية لتل أبيب.

كما تشكل الساحة السورية إحدى أبزر الملفات الخلافية بين البلدين، فبينما تسعى تركيا لترسيخ نفوذها ودعم الإدارة السورية، ترى إسرائيل أن تدخلات أنقرة الإقليمية قد تساهم في الفوضى وتهدد مصالحها الأمنية، خاصة فيما يتعلق بوجود القوات التركية والقواعد العسكرية المحتملة، كما أن الدولة العبرية تتخوف من محاولات إقامة “دولة عثمانية جديدة” في سوريا.

وتدعم إسرائيل الموقف القبرصي فيما يخص حقول الغاز، وهو ما يتناقض مع موقف تركيا التي ترى أن لشمال قبرص التركية حصة في هذه الحقول. وغالبًا ما تتسم التصريحات المتبادلة بين القادة الأتراك والإسرائيليين بالحدة والتصعيد، مما يزيد من التوتر ويصعب من عملية التهدئة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى