سياسة

مقابل إطلاق سراح 15 رهينة.. مفاوضات متقدمة لهدنة مؤقتة في غزة


 تتوسط قطر في مفاوضات لتأمين إطلاق سراح بين عشرة و15 شخصا تحتجزهم حركة حماس مقابل هدنة إنسانية مؤقتة لمدة يوم أو يومين في  قطاع غزة الذي يشهد عمليات قتالية واسعة النطاق وغارات إسرائيلية مكثفة، فيما تبدي الدولة العبرية تعنتا مشترطة الإفراج عن جميع الرهائن للموافقة على وقف لإطلاق النار.

وتقود قطر التي يقيم فيها عدد من الزعماء السياسيين لحماس جهود الوساطة بين الحركة ومسؤولين إسرائيليين لإطلاق سراح المحتجزين.

وقال مصدر مطلع إن “المفاوضات تجري بتنسيق مع الولايات المتحدة وإن الهدنة ستسمح لحماس بجمع تفاصيل عن جميع المحتجزين المدنيين وتأمين إطلاق سراح عشرات آخرين”، مضيفا أن “العدد الدقيق ما زال غير واضح في هذه المرحلة”.

وأعلن مصدر مقرب من حركة حماس وجود مفاوضات مع إسرائيل بوساطة قطرية حول “هدنة من ثلاثة أيام” في مقابل إطلاق سراح 12 رهينة نصفهم أميركيون.

وأكد أن إحراز تقدم حول الهدنة متوقف حاليا على مدة الهدنة وشمال قطاع غزة الذي يشهد عمليات قتالية واسعة النطاق، موضحا أن “قطر تنتظر الرد الإسرائيلي”.

وقال مصدر أمني مصري أيضا إنه من المتوقع وقف إطلاق النار لما يتراوح بين 24 و48 ساعة أو تحديد نطاق العمليات الرئيسية خلال الأسبوع المقبل مقابل إطلاق سراح المحتجزين، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة ودول أخرى كثفت الضغوط على إسرائيل لتحقيق هذا”.

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا اليوم الأربعاء أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة من دون الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وقال نتنياهو خلال لقائه ممثلين للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بحسب بيان لمكتبه “أريد أن انفي أي نوع من الشائعات التي تصلنا من كل الجهات، لأكرر بوضوح أمرا واحدا: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا. وكل ما عدا ذلك لا طائل منه”.

وأفاد أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بأن إسرائيل تعطل الإفراج عن المحتجزين الأجانب داخل قطاع غزة، من خلال تكثيف القصف وارتكاب المجازر.

ويأتي هذا التطور بينما فر آلاف المدنيين الفلسطينيين في موكب بائس من شمال قطاع غزة اليوم الأربعاء بحثا عن ملاذ من الضربات الجوية الإسرائيلية والقتال البري الشرس بين القوات الإسرائيلية ونشطاء حركة المقاومة الإسلامية.

وحدث الخروج الجماعي في مهلة مدتها أربع ساعات أعلنتها إسرائيل وطلبت فيها من السكان إخلاء المنطقة وإلا غامروا بالوقوع وسط أعمال العنف.

لكن الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الفلسطيني الصغير المحاصر تعرضت أيضا لإطلاق نار مع دخول الحرب بين حماس وإسرائيل شهرها الثاني.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن غارة جوية أصابت منازل في مخيم النصيرات للاجئين أسفرت عن مقتل 18 شخصا صباح اليوم الأربعاء. وفي خان يونس، قُتل ستة أشخاص، بينهم فتاة صغيرة، في غارة جوية.

وقال شاهد عيان يدعى محمد أبودقة إن ضربة جوية بطائرة إف – 16 أصابت فجأة منزلا ونسفته بأكمله وثلاثة منازل متجاورة حين كانوا يجلسون في سلام. وأضاف أن السكان كلهم مدنيون ومن بينهم امرأة ورجل طاعنان في السن وأن هناك آخرين ما زالوا تحت الأنقاض.

الآلاف يفرّون من شمال غزة وسط قتال عنيف بين إسرائيل وحماس
الآلاف يفرّون من شمال غزة وسط قتال عنيف بين إسرائيل وحماس

وطوقت قوات الجيش الإسرائيلي مدينة غزة، المعقل الأساسي لحماس، بالكامل. وقال الجيش إن قواته تتقدم صوب قلب المدينة المكتظة بالسكان بينما قالت حماس إن مقاتليها كبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 شخصا قتلوا حتى الآن، 40 بالمئة منهم أطفال، فيما أفاد كريستيان ليندميير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في جنيف بأن مستوى الوفيات والمعاناة “يصعب استيعابه”.

وذكر شهود أن آلاف الفلسطينيين الفارين من الشمال شقوا طريقهم على قلق في موكب طويل عابرين بالمباني التي دمرتها القنابل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أخبرهم بأن عليهم التحرك جنوبي مستنقعات وادي غزة على طول طريق صلاح الدين الرئيسي. ولم يتضح أين سينتهي بهم المطاف تحديدا، نظرا لأن الأعداد الهائلة من النازحين من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تكتظ بهم بالفعل المدارس والمستشفيات ومواقع أخرى في الجنوب.

وما زال آلاف آخرون داخل المنطقة الشمالية المحاصرة ومنها مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة حيث كانت أم هيثم حجيلة تعيش مع أطفالها الصغار في خيمة بدائية.

وقالت أم هيثم “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم… لا يوجد طعام ولا ماء. وعندما يذهب ابني لإحضار الماء، يقف في الطابور لمدة ثلاث أو أربع ساعات. ضربوا المخابز ولم يعد لدينا خبز”.

وعبر إسرائيليون عن مخاوفهم من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى تعريض المحتجزين في القطاع لمزيد من الخطر إذ يعتقد أنهم محتجزون في الأنفاق. وتقول إسرائيل إنها لن توافق على وقف لإطلاق النار لحين الأفراج عن الرهائن، بينما تقول حماس إنها لن تتوقف عن القتال ما دام القطاع يتعرض للهجوم.

وساندت واشنطن موقف إسرائيل من وقف إطلاق النار ورفضته وعزت ذلك إلى أنه سيساعد حماس عسكريا. لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال الثلاثاء إنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القبول بهدنة من القتال لأسباب إنسانية.

ولم تفصح إسرائيل حتى الآن عن خططها على المدى الطويل حال تحقيق هدفها المعلن المتمثل في هزيمة حماس.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير، اشترط عدم الكشف عن هويته، للصحفيين في واشنطن في وقت متأخر الثلاثاء، إن إسرائيل ليس لديها أي نية لإعادة احتلال قطاع غزة أو السيطرة عليها “لفترة طويلة”، مضيفا “نرى أن عملياتنا الحالية فعالة وناجحة وسنواصل الضغط… إنها ليست غير محدودة أو إلى الأبد”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى