معركة البقاء.. صيني ينجو بعد 4 سنوات من العيش بسكين في جمجمته
في واحدة من أغرب وأشد الحالات الطبية ندرة، تمكن جراحون في جنوب الصين قبل 14 عاما من إزالة سكين يبلغ طوله 4 بوصات من جمجمة رجل عاش بها لمدة 4 سنوات دون أن يدرك وجودها.
الرجل، لي فويان، البالغ من العمر 30 عاما، كان يعاني من صداع شديد، رائحة نفس كريهة وصعوبة في التنفس، دون أن يعلم السبب الحقيقي وراء تلك الأعراض.
وخلال فحصه في مستشفى “يوكسي سيتي بيبول” في مقاطعة يونان، اكتشف الأطباء وجود نصل سكين قديم مغروس في رأسه، وهو ما أذهل الفريق الطبي.
وتعود بدايات تلك القصة الغريبة إلى تعرض فويان قبل أربع سنوات من ذهابه للمستشفى للطعن في شجار مع لصٍ هاجمه، حيث طُعن أثناء الشجار في فكّه السفلي الأيمن، ولكن ما لم يدركه هو أن جزءا من نصل السكين انكسر داخل جمجمته واستقر هناك دون أن يُلاحظ أحد ذلك.
بشكل غريب، لم يشعر لي بالألم الفوري الشديد الذي يتوقعه المرء من جسم غريب مثل سكين عالق في الجمجمة، بل ظهرت عليه أعراض تدريجية تضمنت صداع شديد، رائحة نفس كريهة (نتيجة تآكل السكين وصدئه داخل الجمجمة)، صعوبة في التنفس.
ومع مرور الوقت، استخدم لي مسكنات الآلام وحقنا لتهدئة الألم في الرأس والأذنين، ولم يكن لديه أي فكرة عن وجود النصل المغروس في جمجمته حتى قرر زيارة المستشفى بسبب استمرار الأعراض.
وفي المستشفى، أجرى الأطباء فحوصات بالأشعة السينية على رأس لي فويان، وكانت الصدمة عندما اكتشفوا وجود سكين طوله 4 بوصات (10 سم) عالق في جمجمته، حيث مر السكين عبر الفك الأيمن وامتد حتى خلف الحلق بالقرب من القصبة الهوائية والشرايين الرئيسية.
واللافت للنظر أن السكين كان مغروسا بطريقة دقيقة تفادت الشرايين الحيوية والأعضاء الرئيسية مثل الشريان السباتي الذي يغذي الدماغ، القصبة الهوائية والمريء، لأنه لو كان قد أصاب أيا من هذه الهياكل الحيوية، لكان الأمر قاتلا على الفور.
قرر الأطباء في مستشفى “يوكسي سيتي بيبول” إجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة السكين الصدئ من رأس لي فويان، وكانت هذه الجراحة كانت محفوفة بالمخاطر، لأن السكين كان متآكلًا بعد قضائه أربع سنوات داخل الجمجمة، مما جعله هشا ومعرضا للتكسر، كما أن الموقع الحساس للسكين يتطلب إزالته دون إلحاق الضرر بالأعضاء الحيوية مثل القصبة الهوائية والشرايين السباتية، وأخيرا كان يجب العمل بحذر شديد على تفكيك الشفرة وإزالتها بشكل تدريجي من الجمجمة، وكان من الضروري تفادي أي كسر في السكين، لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات إضافية ويزيد من خطر النزيف الداخلي.
وعلق أحد الجراحين على العملية قائلاً إن العملية كانت بمثابة “معجزة طبية”، نظرا لأن السكين تمكن من البقاء في الرأس دون التسبب في نزيف داخلي حاد أو مضاعفات فورية.
ورغم ندرة هذه الحالة إلا أن الأطباء اجتهدوا في تقديم تفسير لها، حيث قالوا أن نجاة فويان اعتمدت على عده عوامل، منها الموقع الدقيق للجسم الغريب، فالسكين دخل عبر منطقة أقل حساسية في الجمجمة وتجنب الهياكل الحيوية، ورد الفعل الفسيولوجي للجسم، ففي بعض الأحيان، يتفاعل الجسم مع الأجسام الغريبة بتكوين جلطة دموية أو نسيج ليفي يحد من النزيف ويسمح للجسم بالتكيف.
