متابعات إخبارية

مطلوب جواسيس لاستخبارات بريطانيا.. الإعلان يتصدر الإنترنت المظلم


استخبارات بريطانيا تسعى لتجنيد جواسيس جدد، بما في ذلك داخل روسيا، من خلال إطلاق بوابة إلكترونية على شبكة الإنترنت المظلم.

وأطلقت الاستخبارات منصة إلكترونية جديدة تحمل اسم “سايلنت كورير” (البريد الصامت)، مصممة خصيصا للتواصل الآمن مع العملاء.

ووفقا لصحيفة «ذا صن» البريطانية، يعتمد النظام الجديد على متصفح “تور” الشهير، الذي يضمن إخفاء الهوية ويوفر مدخلاً آمناً لخدمة المراسلة السرية التابعة للجهاز.

وأوضح الجهاز في مقطع فيديو ترويجي أنه “على مدى أكثر من مئة عام كان جوهر عملنا يقوم على اللقاءات المباشرة. أما الآن فبإمكاننا بناء تلك الروابط بشكل أكثر أمانًا”.

وأضاف: “إذا كنت تمتلك معلومات حساسة تتعلق بعدم الاستقرار العالمي أو بأنشطة استخباراتية معادية، يمكنك مشاركتها معنا بسرية تامة”.

وجاء الإعلان عن المنصة مصحوبًا بتصريح لوزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، أكدت فيه أن المملكة المتحدة “تعزز جهودها باستخدام أحدث التقنيات” لتمكين جهاز الاستخبارات من اجتذاب عملاء جدد “في روسيا والعالم”.

وأوضحت أن هذه الخطوة تأتي في إطار مواجهة التهديدات المتطورة وتعزيز الأمن القومي.

ولضمان أقصى درجات السرية، تنصح الاستخبارات المستخدمين المحتملين باعتماد شبكات افتراضية خاصة (VPN) موثوقة وأجهزة غير مرتبطة بهوياتهم الحقيقية، مع التأكيد على عدم استخدام أي بيانات شخصية عند إنشاء حسابات التواصل.

ويُعد الإنترنت المظلم بيئة يصعب مراقبتها، وغالبًا ما يُستغل في أنشطة غير مشروعة مثل تجارة المخدرات والأسلحة والبيانات الشخصية.

لكن في الوقت ذاته، يُعتبر وسيلة يصعب على السلطات رصدها، وهو ما يجعلها بيئة مناسبة لتجنيد العملاء السريين.

بين الواقع والخيال

هذه الخطوة لا تأتي من فراغ، بل تأتي إثر خطاب نادر ألقاه رئيس الاستخبارات البريطانية المنتهية ولايته، ريتشارد مور، ببراغ التشيكية في يوليو/ تموز 2023، حث فيه الروس بشكل مباشر على التجسس لصالح لندن.

كما أنها تمثل محاكاة لاستراتيجية سبقتها بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عند إطلاقها آلية إلكترونية مماثلة في العام ذاته.

ومن المقرر أن يستخدم مور خطابه الوداعي، الذي سيلقيه الجمعة في إسطنبول حيث شغل سابقًا منصب السفير، للإعلان الرسمي عن المنصة، مُوجهًا رسالة واضحة للعملاء المحتملين: “بابنا الافتراضي مفتوح لكم”.

ويرافق الحملة الترويجية فيديو يستحضر التراث السينمائي للاستخبارات البريطانية المرتبط بشخصية “جيمس بوند”، حيث يظهر عملاء في مواقع درامية كالغموض والصحراء.

بينما تُعرض محاكاة لعملية تحميل ملفات سرية عبر الهاتف الذكي مكتوب عليها بالروسية: “نقل المعلومات”.

ويذكر أن ريتشارد مور سيغادر منصبه قريبًا بعد خمس سنوات في الخدمة، لتحل محله بليز متريويلي كأول امرأة تتولى رئاسة الجهاز، وهي تتمتع بخلفية قوية في مجالي الابتكار والتكنولوجيا، إلى جانب خبرة عملية في منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا.

وهذه الخطوة الجريئة تؤكد تحول الاستخبارات العالمية نحو المنصات الرقمية، مستفيدة من خصائص “الإنترنت المظلم” لتحقيق أهدافها في بيئات يصعب العمل فيها بالوسائل التقليدية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى