سياسة

مشاريع تنموية تركية في معقل حفتر تفتح باب التقارب السياسي


وقّع بلقاسم حفتر نجل المشير خلفية قائد الجيش الليبي، مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا اليوم الإثنين حزمة من الاتفاقيات مع شركتين تركيتين لتنفيذ مشاريع. ما يشير إلى أن أنقرة دشّنت صفحة جديدة في العلاقات مع السلطات في شرق البلاد، في إطار مساعيها لتأمين مصالحها الاقتصادية وتحقيق التوازن مع الأطراف المتنافسة على السلطة.

وأبرمت الاتفاقيات، التي لم يكشف عن قيمتها المالية، مع شركة “ليبكو” للإنشاءات والصناعة و”جواهر” للتعهدات والإنشاءات والصناعة والتجارة. فيما تهدف المشاريع التي شملت مدن بنغازي والبيضاء وشحات وطبرق “تطوير البنية التحتية وإنشاء وصيانة الطرق وإنشاء مستشفيات عامة متخصصة تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات الصحية وتعزيز جاهزية القطاع الطبي”، وفق الصندوق.

وكان لافتا خلال الآونة الأخيرة التقارب بين تركيا والمشير خليفة حفتر، الرجل القوي، في شرق ليبيا، ما أنهى سنوات من العداء بين الجانبين. بعد أن أدركت أنقرة أن طموحاتها التوسعية تقتضي إقامة تعاون مع قائد الجيش الليبي.

وكان بلقاسم حفتر قد أدى زيارة إلى أنقرة العام الماضي وقع خلالها حزمة من الاتفاقيات مع شركات تركية متخصصة في المقاولات العامة والبنية التحتية لتنفيذ عدة مشاريع في مدينة بنغازي.

وعكست الزيارة التي أداها صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة منذ نحو أسبوعين إلى أنقرة وحظي خلالها بمراسم استقبال رسمي. وتباحثه مع نظيره التركي سلجوق بيراكتار أوغلو بشأن التعاون العسكري. تقاربا بين الجانبين وأقامت الدليل على أن أنقرة تسعى إلى تحقيق التوازن في علاقاتها بين الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب.

ويرى متابعون للشأن الليبي أن لعبة المصالح دفعت المشير خليفة حفتر إلى فتح قنوات التواصل مع تركيا، في إطار رغبته في تجنب أي صراعات .قد تهدد سلطته العسكرية ومستقبله السياسي ومصالحه الاقتصادية.

وتمكنت ليبيا خلال الأعوام الأخيرة من تعزيز نفوذها في ليبيا بعد أن دعمت حكومة الوفاق الوطني السابقة بقيادة فائز السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي خلال الحرب في 2019. ما منع دخول قوات حفتر للعاصمة طرابلس ومدن المنطقة الغربية.
وأرسلت أنقرة الآلاف من المرتزقة السوريون وعدد من المستشارين العسكريين لتدريب الميليشيات الليبية التابعة للوفاق والقتال إلى جانبها.
وبعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة دعم الجيش التركي القوات الموالية لها كما ربطت علاقات وطيدة مع عدد من قادة الميليشيات بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية والسياسية التي تعود لفترة حكم الوفاق الوطني .وما قبلها ومن بينها مذكرة التفاهم بشأن النفط والغاز والتي تعززت في حكومة الوحدة سنة 2022 باتفاقية أخرى للتنقيب على النفط في المياه الليبية.

وفي 2022 وقع الدبيبة اتفاقيتين مع تركيا بناء على اتفاق أُبرم عام 2019 وأغضب الدول الأوروبية حينها.

وكانت تقارير دولية قد أشارت في وقت سابق إلى أن البلد الواقع في شمال أفريقيا تحول إلى ساحة لصراعات على المصالح والنفوذ باعتباره بوابة حيوية على القارة. متوقعة أن يحتدم التنافس بين أنقرة وموسكو على تقوية حضورهما في البلاد من بوابة التعاون الاقتصادي والاتفاقيات العسكرية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى