مخططات الإخوان في السنغال.. التفاصيل
أفعال جماعة الإخوان الإرهابية لا تختلف من دولة لأخرى؛ فهي ثابتة في كل دول العالم بدءا من تكوين الجماعة في 1928، حيث بنى حسن البنا الجماعة على تكوينات ثابتة بدءا من عملية الانتشار إلى عمليات خداع الشعوب والاستيطان في الحكم لتكون الجماعة هي من تحكم البلدان وتكوين خلايا إرهابية.
ومع توابع ما يحدث للجماعة في العالم حاليا تسعى لتكوين جبهات جديدة، وكان أبرزها منطقة الساحل الإفريقي المشتعلة والتي بدورها يتواجد فيها قواعد إرهابية من القاعدة وداعش وهي ما يزيد من آمال الجماعة في الدخول لعملية السياسة في السنغال التي تعاني انقلابا عسكريا مؤخرا.
تاريخ الإخوان في السنغال
السنغال على الرغم من أنها دولة “سنية صوفية”، إلا أن للإخوان تاريخا في الدولة المسلمة، وخلال العقود الأخيرة دخلت الجماعة الإرهابية عن طريق الإخوان والسلفيين والتبليغيين والشيعة، واستعان إخوان السنغال بإخوان موريتانيا المجاورة التي تعج بمجموعات قوية من الإخوان، وكان الهدف الرئيسي هو حضور جماعة “الدعوة والتبليغ”، والأمر نفسه مع الحضور الشيعي ليجسدا المشروع الإسلامي الحركي في هذا البلد.
ومثلت “جماعة عباد الرحمن”، النسخة السنغالية من المشروع الإخواني، وتبنت فكر جماعة الإخوان المسلمين، تأسست في العام 1978 على أيدي مجموعة من الشباب السنغاليين، وساهمت في نشر الثقافة العربية والإسلامية ومظاهر الالتزام الإسلاموي في الشارع السنغالي من خلال أدوارها الدعوية والتربوية والتعليمية.
تطوير أداء الجماعة والدخول في العالم السياسي
طور إخوان السنغال أداءهم بشكل ملحوظ، حيث تحولوا من مجرد اكتفائهم بمحاربة ما أسموه البدعة والدخائل على المجتمع الإسلامي، واتجهوا إلى العمل السياسي، بل ورفع شعارات إنشاء مجتمع إسلامي، وفي هذا السياق، انصب اهتمام المشروع منذ تأسيسه على التربية والتعليم، فأسس عشرات المدارس لتعليم العلوم العربية والإسلامية بمناطق متعددة من البلاد، كما ركز عمله الدعوي والتربوي على المؤسسات التعليمية العمومية.
ونجحت الجماعة الإخوانية في إيجاد هيئات طلابية فاعلة بعضها تابع للجماعة كـ”حركة طلاب وتلاميذ جماعة عباد الرحمن”، وبعضها مقرب منها فكرياً كـ”رابطة الطلاب والتلاميذ المسلمين بالسنغال”، والتي تستهدف تجنيد طلاب الثانوية العامة من أجل تهيئة الطلاب أيديولوجياً لتقبل فكر الجماعة الكبرى من أجل أن يلعبوا دوراً بعد ذلك عند دخولهم الجامعات، وهذه الحركة قائمة تحت مسمى “العمل الإسلامي“.
والنشاط السياسي لجماعة عباد الرحمن الإخواني، مر من ثلاث مراحل كانت الأولى منذ نشأة الجماعة العام 1978 إلى التسعينيات، حيث شعار الانعزال التام عن الانخراط في العمل السياسي، ثم المرحلة الثانية، وذلك ابتداء من 1993، حيث أصبحت الجماعة مؤيدة لبعض الأحزاب التي ترى أنها قريبة من الإسلام، وعندها خدمات وبرامج مقبولة، واصطلحوا على هذه المرحلة “فترة التأييد والتحالف”، وأخيراً، المرحلة الثالثة، المعاصرة، حيث دخلت الجماعة بأعضاء من المشروع في أحزاب سياسية، لأنه ممنوع دستورياً تأسيس أحزاب على أسس إسلامية، حيث وجدت الجماعة نفسها أمام خيارين: إما الانضمام إلى أحزاب أخرى قريبة للعمل الإسلامي وجعلها الجناح السياسي، أو التشاور والعمل على تأسيس حزب سياسي، على غرار ما جرى في الساحة المغربية.
ويقول الباحث السياسي والإخواني المنشق طارق البشبيشي: إن الإخوان مبدؤها ثابت وهو الخداع واللعب على عقول الشعوب عن طريق الدخول بشكل دعوي ومن ثَم الدخول للمعترك السياسي وبعدها السيطرة وبسط النفوذ وهو ما نراه وحدث في مصر وتونس والمغرب وعدد من دول شرق آسيا، وكانت منطقة الساحل فرصة جيدة لهم لما بها من أحداث.
وأضاف أن الإخوان في السنغال استغلوا تواجد قيادات الإرهاب بالمنطقة، وأيضاً تواجد قيادات إخوانية تحركت نحو الجنوب الذي أصبح ملاذا آمنا لهم، والسنغال هي دولة يتواجد بها الكثير من البعثات التي تفيد عناصر الجماعة بالتواصل مع قيادة التنظيم الدولي للإخوان.