مخطط إخواني للعودة في الانتخابات المقبلة بليبيا
بعد أن فشلت في الحصول على مكانة قوية داخل البرلمان الذي أفرزته انتخابات عام 2014، رسمت التيارات المحسوبة على الإسلام السياسي في ليبيا، ”مخططا“ يمكن أن يخدمها في الانتخابات المقبلة يوم 24 ديسمبر المقبل، بحسب محللين.
ويقول المحللون إن ”هذه التيارات استطاعت إيجاد مكانة قوية لها في المؤتمر الوطني، في أول انتخابات برلمانية في ليبيا، نظرا لعدم وضوح شخصيات هذا التيار لليبيين، غير أنها فشلت في الحصول على مكانة قوية في البرلمان الحالي عام 2014، فعملت على إضعافه بعد استمالة عدد من النواب بمغريات عديدة“.
نقطة الضعف
وقال المحلل السياسي سنوسي الشريف، إن ”التيارات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، تفطنت لضعف تأثيرها في الشارع الليبي، فتحولت إلى خطط بديلة“.
وأوضح الشريف أن هذه الخطط يتمثل بعضها في ”إضعاف السلطات المنتخبة، مثلما حدث مع البرلمان، واستطاعت بعدة وسائل أن تقسم البرلمان إلى عدة كتل، حتى وصل الأمر إلى وجود برلمانين في البلاد، أحدهما في الشرق والآخر في الغرب“.
وأضاف أن ”قيادات الإخوان في لجنة الحوار استطاعت بعلاقاتها الدولية، خصوصا مع بريطانيا، وكذلك مع أعضاء البعثة الأممية، أن تتحايل على عملية الاستفتاء داخل لجنة الحوار، وتغير الآلية من انتخاب مباشر وفق مجمعات الأقاليم الثلاثة، إلى عملية القوائم بواسطة المجمع العام، ما أتاح لها فرصة التأثير في الانتخابات“.
”مخطط جديد“
ورأى المختص في العلوم السياسية الدكتور محمد عبد الجبار أن ”تيار الإخوان ومن يتبعه يسعون حاليا إلى تنفيذ مخطط جديد، سيخدمهم في الانتخابات القادمة في 24 ديسمبر، بعد أن فشلوا في تأجيلها، وكذلك عدم استطاعتهم تمرير مسودة الدستور، التي جاءت وفق قواعد رسمها لوبي الإخوان المسلمين داخل لجنة إعداد الدستور“.
وأضاف عبد الجبار لـ“إرم نيوز“، أن ”الهدف الثاني لهذه الكيانات هو إقرار مشروع يتعلق بانتخاب رئيس الدولة من البرلمان، بدلا من انتخابه مباشرة من الشعب“.
وبين أن ”هذا الأمر سيتيح لهم تنصيب شخصية في موقع الرئاسة تكون على علاقة مباشرة بهم، لأنهم يستطيعون الحصول على نفوذ داخل البرلمان، بعدة طرق ووسائل، خصوصا أن البرلمان الحالي الأغلبية العددية فيه من غرب البلاد، وتستطيع تيارات الإسلام السياسي التأثير في قرارهم“، على حد قوله.
”شخصيات استهلكت“
من جهته، بين المتابع للشأن الليبي جمعة القاسم أن ”هناك مسعى من داخل لجنة الحوار، لتمرير مقترح بتغيير انتخاب رئيس الدولة في الفترة الدائمة، من قبل الشعب مباشرة، إلى انتخابه عن طريق البرلمان، خصوصا بعد عجز هذه التيارات عن عرقلة إجراء الانتخابات نهاية العام، بسبب إصرار المجتمع الدولي على ضرورة إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر القادم“.
وأشار القاسم في تصريح لـ“إرم نيوز“، إلى أن ”أسباب سعي تيار الإخوان وتوابعه في ليبيا إلى الذهاب لهذا المقترح، القاضي بانتخاب رئيس الدولة من البرلمان، بدلا عن الانتخاب المباشر، يرجع لعدة أسباب“.
وأوضح أن من هذه الأسباب ”امتلاك الرئيس المنتخب من الشعب قوة كبيرة بصلاحيات واسعة، يستند فيها إلى القاعدة الشعبية التي جاءت به للسلطة، يضاف إليها أن هذه التيارات لا تمتلك شخصية مؤثرة، لكي تدفع بها في هذه الانتخابات، فكل شخصياتها استهلكت في كل المراحل الانتقالية“.
وأضاف أن ”الهاجس والخوف الكبيرين لدى هذه الجماعات تقدم قائد الجيش الليبي المشير حفتر للانتخابات الرئاسية، وسيكون أبرز مرشح إن تمت الانتخابات عن طريق الشعب مباشرة“.