محمد بن زايد يجري مباحثات مع الرئيس الفخري للحزب الحاكم جورجيا

التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بالرئيس الفخري للحزب الحاكم في جورجيا، بيدزينا إيفانيشفيلي، قبل أن يختتم زيارته إلى تبليسي.
والتقى رئيس دولة الإمارات بالرئيس الفخري لـ”حزب الحلم الجورجي” الحاكم في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جورجيا، وذلك بحضور إيراكلي كوباخيدزه رئيس الوزراء الجورجي.
وبحث الجانبان ــ خلال اللقاء الذي جرى في مقر إقامة الرئيس الفخري لحزب الحلم الجورجي ــ العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها لمصلحة التنمية المتبادلة في البلدين.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بزيارة جورجيا، مشيراً إلى التطور النوعي المستمر الذي تشهده علاقات دولة الإمارات وجورجيا منذ إقامة هذه العلاقات عام 1992، خاصة في المجالات التي تشكل أولوية تنموية للبلدين.
وأضاف أن جورجيا تعد شريكاً مهماً لدولة الإمارات في منطقة القوقاز، مؤكداً حرص بلاده على توسيع آفاق شراكتها التنموية مع دول منطقة القوقاز بما يعزز التنمية المشتركة والاستقرار والازدهار لجميع شعوبها.
من جانبه، رحب إيفانيشفيلي برئيس دولة الإمارات، مشيداً بمتانة العلاقات بين البلدين وأهمية الزيارة في دفع التعاون إلى الأمام بما يعود بالخير على شعبي البلدين.
وبعد اللقاء غادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جورجيا في ختام زيارته الرسمية، على ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وكان في مقدمة مودعيه لدى مغادرته مطار شوتا روستافيلي/ تبليسي الدولي، إيراكلي كوباخيدزه رئيس وزراء جورجيا وعدد من كبار المسؤولين.
ثاني لقاء في 2025
ويعد اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء جورجيا هو الثاني خلال العام الجاري، بعد اللقاء الذي جمعهما خلال زيارة كوباخيدزة إلى الإمارات مطلع العام الجاري.
أيضا يعد هذا ثاني لقاء يجمع الزعيمين منذ تولي إيراكلي كوباخيدزة مهام منصبه فبراير/ شباط 2024.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد استقبل يوم 27 يناير/ كانون الثاني الماضي إيراكلي كوباخيدزه في قصر الشاطئ في أبوظبي.
وبحث الجانبان خلال اللقاء مسارات تطور التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية والزراعية والطاقة المتجددة والبيئة والاستدامة وغيرها من الجوانب الحيوية التي تحظى باهتمام مشترك ضمن خطط البلدين التنموية.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها ما يتعلق بترسيخ السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على بناء شراكات مثمرة مع الدول الصديقة خاصة في المجالات التي تخدم التنمية المشتركة.
وأشار إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين التي دخلت حيز التنفيذ عام 2024 تمثل نقلة نوعية كبيرة في مسار التعاون الاقتصادي، وشد على حرص بلاده على تحقيق أهداف هذه الاتفاقية لمصلحة التنمية المشتركة.
من جانبه، أكد رئيس وزراء جورجيا اهتمام بلده بتوسيع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات بما يخدم مصالحهما المشتركة ويدفع التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التطور للعلاقات الإماراتية – الجورجية لدفع عجلة التنمية المستدامة في البلدين في ظل توافر العديد من المقومات التي تعزز هذه التطلعات.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء جورجيا توقيع مذكرة تفاهم استثمارية بشأن إنشاء مشاريع تطويرية تنموية في جورجيا.
ويرتقب أن تسهم الزيارة الحالية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جورجيا ووالمباحثات التي ستشهدها في تعزيز العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب.
دبلوماسية الشراكة
وتعد هذه ثاني زيارة لرئيس دولة الإمارات لدولة في منطقة القوقاز خلال أقل من أسبوع بعد زيارته أذربيجان 16 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وخلال لقائه إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، الثلاثاء، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات كل ما يعزز السلام والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة والعالم.
وشدد على أن دولة الإمارات تولي الاستقرار والسلام في منطقة القوقاز اهتماماً كبيراً، حيث تحرص على تعزيز تعاونها وشراكاتها التنموية مع جميع دولها بما يعود بالخير والنماء على شعوبها كافة.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، وتولي تعزيز الشراكات مع الدول صاحبة التجارب والخبرات الاقتصادية المتميزة اهتماما استثنائيا، بما يسهم في بناء جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، وبما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في جهود التنمية والتطوير والتقدم في شتى المجالات.
آفاق واعدة
وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جورجيا محطة مهمة في طريق العلاقات بين البلدين، التي شهدت خلال الفترة الأخيرة نقلة نوعية.
وتم افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في جورجيا عام 2018، فيما تم افتتاح سفارة جورجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2020 .
وفي عام 2021، تم تشكيل لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية الجورجية.
على الصعيد الاقتصادي، تم إنشاء مجلس مشترك بين غرفتي التجارة في البلدين عام 2022.
وفي 10 أكتوبر/ تشيرن الأول 2023، تم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجورجيا، والتي دخلت حيز التنفيذ يونيو/ حزيران 2024.
ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في مضاعفة قيمة التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وجورجيا نحو 3 مرات لتصل إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2031، بينما ستضيف 3.9 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات و291 مليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لجورجيا بحلول عام 2031.
وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لجورجيا في العالم العربي، بحصة تفوق 63% من إجمالي التبادل التجاري لجورجيا مع المنطقة.
كما تعتبر الإمارات سادس أكبر مستثمر عالمي في جورجيا، بحصة 5% من إجمالي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها فيما يبلغ حجم الاستثمار المتبادل بين الدولتين أكثر من مليار دولار.