ما سر تعاون الحوثي مع القاعدة لتهديد المنطقة؟
تعاون مستمر غير معلن بين ميليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم القاعدة الإرهابي، ازدهر في اليمن عقب انقلاب الميليشيات على الشرعية وسيطرتها على مدن ومناطق.
حيث نجحت ميليشيا الحوثي في استغلال القاعدة لإحلال الفوضى في البلاد، واستغل تنظيم القاعدة الإرهابي الحروب الجارية في اليمن ضد الشرعية ليزدهر ويعيد تنظيم صفوفه.
علاقات إرهابية
وكشفت تقارير أن آخر تلك المؤشرات على العلاقات التاريخية بين التنظيمين الإرهابيين صفقة تبادل أسرى جديدة تجريها ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة خلال شهر يناير الجاري، وتضمنت إطلاق سراح 17 عنصراً من تنظيم القاعدة، مقابل إطلاق 9 من عناصر ميليشيا الحوثي.
وأكدت المصادر أنّ مفاوض تنظيم القاعدة الإرهابي عبد الله علي علوي مزاحم، الملقب بـ”الزرقاوي”، أجرى لقاءات عديدة مع مفاوض ميليشيا الحوثي القيادي محمد سالم النخعي “أبو أنس”.
حيث جاءت قائمة أسماء في الصفقة عدد من أسماء قائمة الزرقاوي، الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، ومن بينهم (مياد محمود- عقلان الحمادي- علي عوض محمد أحمد العقيلي- عبد الله علي ناجي الحاوري- مرزوق أحمد محمد أحمد أبو سر العقيلي- عادل طارق- وليد الرزاقي).
مخطط الشر
ويقول الدكتور علي شمسان المحلل السياسي اليمني: إنه لجأت الميليشيات الحوثية الإرهابية إلى عناصر تنظيم القاعدة في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها مع القبائل اليمنية، لتعويض خسائرها في جبهات القتال، لافتا أن الفوضى التي تسبب بها الحوثيون في مأرب وغيرها من المناطق اليمنية تركت الناس يموتون من الجوع والأمراض التي كان يمكن علاجها. وتركت مساحة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ليزدهر، رغم تعرّض هذا التنظيم لضربات قاصمة خلال الأعوام الماضية.
وأضاف المحلل السياسي اليمني: أن الميليشيات الموالية لإيران قدّمت دعماً غير محدود لتنظيم القاعدة منذ الانقلاب 2014، عبر إطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم الأم في صفقات وهمية، ويعود أوّل تعاون مباشر بين فرع القاعدة في اليمن المعروف بـ”التنظيم الأم في جزيرة العرب” وميليشيا الحوثي إلى عام 2015، عقب العمل كأدوات لتنفيذ صفقة تبادل بين نظام طهران والتنظيم الإرهابي للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفاً لدى تنظيم القاعدة فرع اليمن، مقابل إطلاق إيران (5) من كبار قادة القاعدة من السجون الإيرانية.
ولفت السياسي اليمني أن ميليشيا الحوثي استخدمت تنظيم القاعدة ورقة لإيجاد مبرر لاجتياحها عدداً من المدن اليمنية خصوصاً جنوباً، واكتشف فيما بعد أنّ هذه العمليات كانت تتم بتنسيق بين الحوثيين وقيادات إرهابية تنتمي للقاعدة، لافتا أن عمليات الحوثيين المزعومة ضد تنظيم القاعدة عمليات صورية.
وأوضح أنه يتجلى التخادم الواضح بين التنظيمين الإرهابيين “القاعدة، والحوثيين”، وهي الورقة التي تستخدمها إيران لابتزاز المنطقة والمجتمع الدولي بهذا الإرهاب العابر للحدود. لاستهداف عصب اقتصاد العالم في دول الخليج، وكذا محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اليمنية المحررة، وعرقلة الاصطفاف الوطني لاستعادة الدولة والشرعية.