ليبيا.. محللان يعتبران أن قرارات البرلمان أجهضت خطط أردوغان والسراج
حسب ما ذكر محللان ليبيان فإن قرارات مجلس النواب بإلغاء مذكرتي التفاهم الموقعتين بين الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس ما يعرف بحكومة الوفاق الليبية فايز السراج قد أجهضت خططهما في ليبيا حيث جعلت المذكرتين هما والعدم سواء.
وفي تصريحات منفصلة للعين الإخبارية، فقد أوضح المحللان بأن قرارات البرلمان الليبي حتى وإن كانت متأخرة غير أنها تعتبر ضرورية، لاسيما بأن البرلمان هو السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب الليبي منذ 2014.
وقد قرر مجلس النواب الليبي يومه السبت، بإلغاء مذكرتي التفاهم الموقعة بين الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج نهاية نوفمبر الماضي، بخصوص صلاحية الحدود البحرية والتعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
وخلال جلسة يوم السبت الطارئة، فقد وجه البرلمان الليبي، تهمة الخيانة العظمى لكل من قام بالتوقيع على الاتفاقيتين البحرية والأمنية، وقرر قطع العلاقات مع الحكومة التركية.
قرارات ضرورية
بينما يرى الدكتور العربي الورفلي، الباحث السياسي الليبي، بأن اجتماع مجلس النواب بشكل عاجل قد كان ضروري نظرا لكونه السلطة الوحيدة المنتخبة في البلاد منذ سنة 2014.
وفي حديث للعين الإخبارية، فقد أوضح الورفلي، بأن قرارات مجلس النواب التي اتخذها يوم السبت حول مذكرتي التفاهم الباطلتين بين السراج وأردوغان تأتي نتيجة لما تمر به ليبيا من وضع دقيق وحرج بعد مصادقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وأشار أيضا الورفلي إلى أن أهم هذه القرارات هي دعم الجيش الوطني وإحالة السراج ووزير خارجيته محمد سيالة للقضاء الليبي بتهمة الخيانة العظمى، إثر خلفية توقيع اتفاق أمني يتم بموجبه جلب قوات تركية للبلاد.
وقد صادق البرلمان التركي يومه الخميس الماضي، على قرار إرسال قوات إلى ليبيا لدعم المليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج ضد الجيش الليبي.
نزع مشروعية مذكرتي التفاهم
ومن جانبه، فقد أعرب الباحث السياسي والأكاديمي الليبي العربي الورفلي عن أسفه لأن قرارات البرلمان الليبي حبيسة الأدراج، حيث علل ذلك بانقسام مجلس النواب أيضا على نفسه.
وتابع القول: هذه القرارات لن تكون لها فاعلية تذكر باستثناء قرار إلغاء الاتفاقيات المبرمة مع تركيا باعتبار أن مجلس النواب هو السلطة الوحيدة الممثلة للشعب الليبي. مرجحا بأن تكون لهذه القرارات آثار قانونية وسياسية على المستوى المحلي والدولي، نظرا لأن البرلمان بقراراته الأخيرة نزع مشروعية الاتفاقيات مع تركيا وأصبحت كأن لم تكن.
إن تركيا أيضا تنخرط في دعم حكومة فايز السراج، بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، بالرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
وقف عبث حكومة السراج
ومن جهته، فقد اعتبر المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان قرارات البرلمان متأخرة جدا كأنها خرجت من رحم الموت، أو خرجت بالقوة المتبقية من أعضاء مجلس النواب. موضحا في تصريحات خاصة للعين الإخبارية بأن هذا التأخير لا يعلم سببه إلا النواب أنفسهم. وقال أيضا رشوان: إن هذه القرارات مطلوبة في مجملها من أجل وقف عبث حكومة فايز السراج قانونيا وقضائيا.
وبخصوص أهمية تلك القرارات، فقد أكد رشوان بأن قرارات مجلس النواب ساهمت في تحديد موقف واضح لأعضاء مجلس النواب حول الأوضاع في البلاد.
كما شدد على أن تلك القرارات قد ساهمت في البدء في الإجراءات القضائية والقانونية الدولية للتعامل مع مذكرتي التفاهم الموقعتين مع تركيا، إلى جانب وضع المجتمع الدولي الداعم لحكومة فايز السراج في موقف تاريخي محرج لهم.
وتبرز أيضا أهمية هذه القرارات في التعامل مع السلوك التركي الذي تخطى موافقة البرلمان الليبي، واكتفى بتوقيع وزير الداخلية التابع للسراج.