ليبيا.. عدة مدن تحتج ضد التدخل التركي في الشؤون الليبية
انطلقت احتجاجات في عدة مدن ليبية من بينها بنغازي، درنة، طبرق، وبني وليد، حيث ندد المحتجون بالتدخل التركي الذي وصفوه بالاحتلال، وأكدوا دعمهم الكامل للجيش الليبي.
وقد خرج الآلاف في مدينة بنغازي ينددون بموافقة البرلمان التركي على قرار الرئيس رجب طيب أردوغان والذي يتمثل في إرسال قوات عسكرية لدعم مليشيات فايز السراج لمواجهة الجيش الليبي في العاصمة طرابلس.
وقد قام المحتجون بحمل لافتات مكتوب عليها عبارات من بينها نرفض الغزو التركي، وقد تعالت أصوات المتظاهرين رفضا لطلب حكومة السراج غير الدستورية من أنقرة إرسال قوات تركية لدخول ليبيا، وكذا مواجهة الجيش الليبي الذي أطلق عملية عسكرية لتطهير العاصمة من المليشيات. وقد شاركت في الاحتجاجات أيضا الجالية السورية في ليبيا التي أعلنت كذلك دعمها للجيش الليبي.
وخرج الآلاف للتظاهر ضد الاحتلال التركي في بني وليد، وقد شدد من جهته الباحث السياسي الليبي عبد الله الكميعي بأن أبناء بني وليد، وقبائل ورفلة قد خرجت عن بكرة أبيها لدعم القوات المسلحة العربية الليبية ضد الاحتلال التركي. وأكد أيضا على أن أهالي مدينة بني وليد يقفون خلف جيشهم الوطني في حربه التي يخوضها بالنيابة عنهم ضد الإرهاب والمليشيات الإرهابية.
أما في أجدابيا، فقد تظاهر المئات رافضين التدخل التركي في ليبيا، حيث رفع المحتجون لافتات تدعم الجيش الليبي، وأكدوا رفضهم الاحتلال العثماني، كما رددوا هتافات مثل ليبيا مقبرة العثمانيين.
وقد أعلنت بلدية أجدابيا في بيان لها دعمها الكامل للجيش الليبي، حيث قالت: إننا جنود أوفياء لأوطاننا ونرفض الاحتلال، ومستعدون لصد العدوان العثماني الغاشم على ليبيا. وقد انضمت أيضا الجالية السورية في أجدابيا للاحتجاجات، وأكدت كذلك حرصها على احترام إرادة الشعب الليبي ودعمها للجيش الوطني الليبي. كما رفعت أيضا لافتات تؤكد حرصها على أمن ليبيا واستعدادهم للدفاع عن ليبيا بجانب القوات المسلحة الليبية.
كما قد اندلعت الاحتجاجات في طبرق، رافضين ومنددين بالتدخل التركي في شؤون ليبيا، وقد رفع المحتجون لافتات تحذر تركيا من المساس بليبيا، ورددوا هتافات ستطردون كما طردنا أجدادكم والتاريخ يشهد، ولا للتدخل التركي.
وقد توافد المحتجون من مختلف الأعمار على ميدان الشهداء في طبرق رافعين الأعلام الليبية. كما تجمهر مئات المحتجين في درنة منددين بقرار البرلمان التركي تمرير مذكرة إرسال قوات تركية عسكرية إلى طرابلس، وذلك بطلب من حكومة فائز السراج. وقد ندد المشاركون بالتدخل التركي ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان، وعبروا أيضا عن تأييدهم للجيش الليبي، حيث رفعوا شعارات لا للخيانة ولا للاستقواء التركي.
وكان البرلمان التركي قد صادق على مشروع قرار يسمح بإرسال دعم عسكري إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الليبية ومليشياتها في طرابلس. حيث صوت 325 نائبا مقابل 184 لصالح مشروع القرار والذي كان بعد أن طلبت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج المساعدة لوقف عملية تحرير الجيش الوطني الليبي العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات الإرهابية.
وقد وقع السراج والرئيس التركي في الـ27 من نوفمبر الماضي مذكرتي تفاهم بخصوص ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري. وقد قوبلت تلك الخطوة برفض محلي وإقليمي ودولي كبير، إذ وصف البرلمان الليبي توقيع السراج ذلك بالخيانة العظمى، بينما طالب رئيسا جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق وعدم أحقية السراج بتوقيع مثل تلك الاتفاقيات.