مجتمع

لماذا يجب أن نترك الأطفال يستمتعون باللعب في الطين؟


مع تنامي الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تذكرنا بتطهير كل سطح، قد يشعر الآباء بالضغط للحفاظ على نظافة أطفالهم.

لكن وفقا لبحث جديد أجراه باحثون من جامعة يورك سانت جون البريطانية، قد يكون القليل من الأوساخ هو ما يحتاجه الأطفال للحصول على أنظمة مناعية أكثر صحة.

ويكشف الباحثون الآن عن فوائد اللعب بالطين والتعرض لميكروبات التربة، مما يشير إلى أن تجارب الطفولة هذه قد تساعد في بناء دفاعات مناعية أقوى وحتى تقليل خطر الإصابة بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية.

اللهو بالطين يرفع المناعة

 

لماذا الأوساخ مهمة؟

ويقول صامويل وايت، أستاذ مشارك ورئيس المشاريع بجامعة يورك سانت جون، والباحث الرئيسي بالدراسة في مقال نشره بموقع “ذا كونفرسيشن”، إن الأوساخ، وبشكل أكثر تحديدا الطين، ليست مجرد مزيج من التربة والماء، فهي نظام بيئي غني مليء بمليارات الكائنات الحية الدقيقة.

وفي الواقع، يمكن أن يحتوي جرام واحد من التربة على ما يصل إلى 10 مليارات ميكروب من آلاف الأنواع المختلفة، ويلعب هذا التنوع الميكروبي دورا حاسما فيما يسميه علماء المناعة “التدريب المناعي”.

ويوضح وايت، أنه خلال مرحلة الطفولة، يتعلم الجهاز المناعي التمييز بين مسببات الأمراض الضارة والمواد البيئية غير الضارة، مثل حبوب اللقاح أو جزيئات الطعام.

ويساعد التعرض لهذه الميكروبات خلال مرحلة الطفولة المبكرة الجهاز المناعي على النمو بشكل صحيح، وإيجاد التوازن بين مهاجمة الغزاة الضارين والتسامح مع الغزاة غير المؤذيين، وبدون هذا التعرض، قد تبالغ أجهزة المناعة لدى الأطفال في رد فعلها، مما قد يؤدي إلى حالات حساسية مثل الربو أو الأكزيما أو حمى القش.

اللهو بالطين يرفع المناعة

 

فرضية النظافة

وتشير “فرضية النظافة” إلى أن البيئات الحضرية الحديثة، مع تعرضها المنخفض للأوساخ والطبيعة، قد تساهم في ارتفاع معدلات الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، ومع تزايد تعقيم المجتمعات، قد تفوت أجهزة المناعة التحديات الميكروبية التي تحتاجها للتطور بشكل فعال، مما يؤدي إلى فرط الحساسية للمواد غير الضارة.

والأطفال الذين يكبرون في بيئات حضرية معقمة هم أكثر عرضة بنسبة 50٪ للإصابة بحالات مثل الربو أو حساسية الطعام، مقارنة بأولئك الذين نشأوا في بيئات أكثر طبيعية، حتى أن الدراسات تظهر أن الأطفال الذين نشأوا في المزارع أو في المنازل التي بها حيوانات أليفة، حيث يكونون على اتصال أكبر بالميكروبات، هم أقل عرضة للإصابة بمثل هذه الحالات.

اللهو بالطين يرفع المناعة

 

التعرض للميكروبات وصحة المناعة

ووجد صامويل وايت ورفاقه، أن بعض الميكروبات الموجودة في التربة، مثل “باكتيرويديز فراجيليس”، تلعب دورا حيويا في إنتاج جزيئات مهمة لوظيفة المناعة.

 بالإضافة إلى ذلك، يساعد التعرض لهذه الميكروبات الأطفال على تطوير الخلايا التنظيمية (تي)، التي تتحكم في الاستجابات المناعية وتمنع ردود الفعل المناعية الذاتية، وهذا قد يفسر لماذا قد يؤدي نقص التعرض للميكروبات إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول أو التصلب المتعدد.

وهناك أيضا أدلة على أن بكتيريا التربة المسماة “المتفطرة الفاشية”، يمكن أن تقلل الالتهاب وتحسن الحالة المزاجية من خلال التأثير على إطلاق السيروتونين، وهو ناقل عصبي رئيسي.

وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن التعرض لهذه البكتيريا يمكن أن يقلل من أعراض التوتر والقلق، مع وجود أدلة ناشئة تشير إلى تأثيرات مماثلة عند البشر.

اللهو بالطين يرفع المناعة

 

نصائح حول اللعب الآمن في الطين

وعلى الرغم من أن فوائد اللعب في الطين واضحة، إلا أن الآباء قد يقلقون بشأن مخاطر النظافة،وينصح فيليب ويلسون، الباحث المشارك بالدراسة ببعض النصائح لضمان اللعب الآمن في الهواء الطلق:

أولا: اختر مناطق لعب نظيفة: اختر حدائق منزلية أو متنزهات خالية من نفايات الحيوانات أو المواد الكيميائية الضارة، يمكنك استخدام مجموعة اختبار التربة إذا لم تكن متأكدا.

ثانيا: ارتدِ ملابس مناسبة للفوضى: جهز الأطفال بملابس مقاومة للماء مثل الأحذية والسترات لتسهيل التنظيف.

ثالثا: مارس نظافة اليدين: غسل اليدين بعد اللعب في الطين يقلل من خطر الإصابة بالعدوى مع السماح للأطفال بالاستفادة من التعرض للميكروبات.

رابعا: اجعلها عادة: التعرض المنتظم للميكروبات المفيدة هو المفتاح لبناء جهاز مناعي قوي.

 

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى