يعتقد الوزير السابق الممثل عن حزب القوات اللبنانية ريشار قيومجيان وجود اعتبارات سياسية وراء عدم الإعلان عن حالة الطوارئ في البلاد لحد الآن، بالرغم من ارتفاع الكبير لأعداد المصابين بفيروس كورونا بشكل مخيف، وأيضا عدم التزام كثير من المواطنين بقرارات الحكومة الاحترازية.
وفي تصريحات خاصة للعين الإخبارية، رأى قيومجيان، بأن فرض حالة الطوارئ وما يتبعه من إجراءات على الأرض يواجه برفض مليشيا حزب الله، وفريق رئيس الجمهورية الذي لا يرغب في منح الجيش وقائده المزيد من الصلاحيات.
وقد حذر من جهته وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي يومه الأحد بخصوص العدد الكبير للمصابين بفيروس كورونا والذي ارتفع بشكل مخيف ويرجع ذلك في عدم الالتزام بالحجر المنزلي من طرف المواطنين.
وحسب ما أعلن رئيس الحكومة حسان دياب، فإن لبنان قد سجل 230 إصابة من بينهم 4 وفيات، وهذا ما ينذر بخطر داهم واحتمال بلوغ مرحلة الانتشار الوبائي، حسب ما قاله.
وقد قامت الحكومة اللبنانية باتخاذ مجموعة من الإجراءات والتي بدأت من يوم الأحد الماضي، في إطار ما أطلقت عليها حالة التعبئة العامة للتصدي لفيروس كورونا، ومن بينها البقاء في المنزل، وإغلاق مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، من الأربعاء حتى 29 مارس.
وفي هذا الصدد، فقد قال قيومجيان: فرض حالة الطوارئ وما تقتضيه من إجراءات تتعلق بانتشار للجيش يصطدم برفض حزب الله وفريق السلطة الحاكمة في البلاد، على الرغم من خطر انتشار فيروس كورونا.
وتابع: ما نسمعه وما يتحدث به بعض المسؤولين همسا أن حالة الطوارئ وما تعنيه من إمساك الجيش بزمام الأمور بشكل كامل، هو إجراء لا يريده حزب الله نظرا لوجوده العسكري والأمني في المربعات الأمنية الخاصة به، مضيفا: هناك اعتبار سياسي آخر يتمثل في أن فريق رئيس الجمهورية لا يريد أن يعطي مزيدا من الصلاحيات للجيش وقائده.
هذا وقد أعرب الوزير السابق الممثل عن حزب القوات والذي يترأسه سمير جعجع عن أسفه لعدم الاستجابة لدعوات إعلان حالة الطوارئ، حيث قال: لا نعلم لماذا الخشية من انتشار الجيش بشكل قوي وفعال، في وقت بات فيه إعلان حالة الطوارئ أمرا مطلوبا من أجل حصار ومواجهة كورونا.
كما أكد قيومجيان بأن الإجراءات التي قامت الحكومة اللبنانية باتخاذها في مواجهة كورونا في بداية الأزمة لم تكن على المستوى المطلوب، حيث ذكر مثلا خطوة إغلاق المطار يوم الأربعاء الماضي كان يجب أن تكون من أسبوعين، وللأسف استمر المطار في استقبال طائرات قادمة من بلاد موبوءة مثل إيران وإيطاليا، واعتقد أيضا بأن الحكومة، وإن كانت تعمل في الوقت الحالي بشكل جيد نسبيا لمواجهة الفيروس، غير أنه لا تزال إجراءات منع التجول غير صارمة.
إلى ذلك، فقد شدد على أن الوقت لا يتحمل أنصاف الحلول، والمطلوب المزيد من الإجراءات المشددة ومنع التجمعات الشعبية، وصولا لإعلان حالة الطوارئ مع ضرورة الإبقاء على فتح الصيدليات والسوبر ماركت، وتوفير ما يلزم من سلع واحتياجات أساسية للمواطنين.
تفعيل العزل الإلزامي
ومن جهته، فقد قال النائب محمد الحجار، القيادي في تيار المستقبل اللبناني، الذي يترأسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في تصريحات للعين الإخبارية، بأن الإجراءات الحكومية قد تأخرت في الحرب على كورونا، حيث دعا في الوقت نفسه إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة من أجل مواجهة الفيروس.
وقد طرح الحجار باستنكار مجموعة من الأسئلة: لماذا لم يتم إعلان حالة الطوارئ حتى الآن؟ وهل الأمر يتعلق بأسباب سياسية لها علاقة بسلطات وصلاحيات الجيش حسب الدستور؟ وهل هناك أطراف سياسية لا تريد تطبيق وتفعيل هذه الصلاحيات، أم القضية لها علاقة بوجود الجيش في مواقع غير مرغوب بوجوده فيها من بعض الأطراف؟.
كما طالب الحجار بضرورة تطبيق العزل الإلزامي في أماكن يتم توفيرها مثل المدارس وغيرها بدلا من العزل المنزلي، وذلك لمن تظهر أعراض المرض عليهم، ولابد أن يكون ذلك تحت رقابة ومتابعة وزارة الصحة، داعيا جميع المواطنين اللبنانيين إلى مساعدة الحكومة في تفعيل الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها، وشدد أيضا على أن تيار المستقبل قد طالب ومنذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا إلى ضرورة الوعي بخطورة الوباء، وبقاء الناس في منازلهم.
الطوارئ يقلق فريق السلطة
ومن جانبه، فقد غرد النائب بلال عبد الله عضو تكتل اللقاء الديمقراطي عبر تويتر، حيث قال: لا نعلن حالة الطوارئ لكي لا يقلق من في السلطة، حتى في هذا الظرف الدقيق نخالف الدستور بتعريض أمن الوطن والمواطن للخطر.
وتابع القول: من المؤكد أننا لن نطلب من صندوق النقد الدولي حصة مما رصده لمواجهة كورونا، ببلايين الدولارات.. يعني بكلام أوضح، من لم يمت من الوباء سيموت جوعا.
وفي هذا الوقت، فقد ارتفعت مطالب قوى سياسية للحكومة اللبنانية بضرورة إعلان حالة الطوارئ الصحية، ومنع الناس من التجول، مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، وبذلك فقد دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يومه السبت، الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ، ومنع الناس من التجول، وإلا سيفقد البلد السيطرة.
وقد أعلن أيضا رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي يوم السبت على أن الالتزام بالتدابير والحجر المنزلي في لبنان لا يتعدى الـ 60%، مما أثار دعوات لإعلان حالة الطوارئ وعدم الاكتفاء بالتعبئة العامة.