لبنان.. توازن الردع كبح عدوانا إسرائيليا على جنوب البلاد
توعّد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله إسرائيل بالردّ على أي عمل أو هجوم تشنه قواتها على الأراضي اللبنانية ومن دوي أي تردد. واصفا إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على شمالي إسرائيل بأنه “كان حدثا مهما وكبيرا”.
مؤكد أن “العدو الذي يهدد اللبنانيين ويقصف سوريا يجب أن يبقى قلقا ومرتعبا”. كما حذّر من أن المنطقة مهددة بحرب خلال المدة المقبلة بسبب ما أسماه “حماقة العدو”.
وقال نصر الله خلال كلمة له اليوم الجمعة بمناسبة يوم القدس بثتها قناة “المنار” التابعة لجماعته “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يتوعد المقاومة ونحن في المقاومة نتوعده أيضا والأيام بيننا”.
وفي 6 أبريل الجاري أُطلق أكثر من 30 صاروخا من جنوبي لبنان تجاه شمالي إسرائيل. قابله قصف إسرائيلي استهدف مناطق مفتوحة في محيط الأراضي اللبنانية. التي انطلقت منها الصواريخ، دون تسجيل خسائر بشرية.
وقال أمين عام الجماعة الشيعية “ما جرى في الجنوب كان حدثا كبيرا بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006”. متابعا “نعتقد أن سياسة الصمت هذه تقلق وترعب العدو وهذا من ثمار ما حصل الأسبوع الماضي”.
وأضاف “أيّ عمل يستهدف أيّ أحد في لبنان نحن سنردّ عليه بالحجم المناسب والطريقة المناسبة من دون تردّد. سواء أكان عملاً عسكريا أو أمنيا ضدّ “لبناني، فلسطيني، إيراني، سوري، أيّ أحد مقيم في لبنان، موجود على الأرض اللبنانية، مقيم أو ضيف”.
وأكد أن “توازن الردع هو الذي جعل الرد الإسرائيلي محدودا وسخيفا..اعتبر الإسرائيلي أنه حقق إنجازا بتحييد حزب الله بعد القصف من جنوب لبنان وهذا يجب أن يدرس في الاستراتيجيا”.
وصرّح “لم يقصف الإسرائيلي أي بنية تحتية لحزب الله بل قصف الموز فقط..الإسرائيلي كذب على شعبه والجميع يعلم أنه لم يقصف موقعا لحزب الله وهذا دليل ضعف ووهن”.
وأشار إلى أنه “عندما ينتشر الجيش السوري على خط قتال لمئات الكيلومترات فلا تطلب منه أن يفتح جبهة أخرى”.
وأوضح أن “الموقف السوري من الاعتداءات الإسرائيلية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات”، لافتا إلى أن “ما حصل الأسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري”.
وقال “الضفة هي درع القدس بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبيرة ولكي يستمر صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس يجب علينا دعمهم بالمال والسلاح..عندما نقول “الضفة درع القدس” فهي تساوي وجوب دعم الضفة”.
وحذر أمين عام حزب الله تل أبيب قائلا “لعبة الإسرائيلي في القدس أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى”، وتابع “حماقة العدو ولاسيما في الأشهر القليلة الماضية قد تدفع المنطقة إلى حرب”.
وقال “للإسرائيلي نقول له احذر، فالقدس خط أحمر”. مضيفا “لبنان الذي صنع انتصاره عام 2000 مع كل الشرفاء والأحرار واننا مع فلسطين ولن نتخلى عنها”.
واعتبر حسن نصر الله أن “الاتفاق الإيراني السعودي له تأثيرات كبيرة على المنطقة وسيبطئ مسار التطبيع وساعد على ذلك الاداء الأحمق لهذه الحكومة الإسرائيلية الفاسدة والمجرمة”.
وتابع “هناك تطورات كبرى حصلت خلال العام الماضي على المستوى الدولي والمنطقة وفلسطين”.
ورأى أن “المتغيرات الدولية الأخيرة فائدتها إيجابية لمحور المقاومة ونتيجتها سلبية على الكيان الإسرائيلي”.
واستطرد قائلا “الرهان على حرب أميركية مدعومة إسرائيليا وخليجيا على إيران سقط”.
وأعلنت السعودية وإيران في 10 مارس الماضي استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات، بعد مباحثات برعاية صينية في بكين وذلك عقب 7 سنوات من القطيعة.
وأحيا آلاف المتظاهرين في طهران وبغداد وبيروت ودمشق اليوم الجمعة “يوم القدس” دعما للقضية الفلسطينية، وسط تصاعد العنف في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي إيران، جرت تجمّعات في طهران وفي مدن عديدة أخرى مثل تبريز (شمال غرب) وهمدان (غرب) ويزد (شرق) وبندر عباس (جنوب) وعبادان (جنوب غرب)، بحسب وسائل إعلام حكومية.
ومنذ الثورة الإسلامية في 1979، يحيي الإيرانيون “يوم القدس” كل عام في آخر جمعة من شهر رمضان، تضامناً مع الفلسطينيين. وهتف متظاهرون “الموت لإسرائيل وأمريكا” ملوّحين بأعلام فلسطين وإيران وحزب الله اللبناني.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “تدمير إسرائيل قريب” أو “فلسطين هي محور وحدة العالم الإسلامي”.
وفي وسط طهران أحرق متظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي وصورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ويأتي “يوم القدس” هذا العام وسط تصاعد أعمال العنف ووقوع مواجهات وهجمات دامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، وإطلاق صواريخ من غزة ولبنان وسوريا على الدولة العبرية التي ردّت على النيران بمثلها.
وقال رئيس مجلس النواب باقر قاليباف في كلمة ألقاها في طهران اليوم الجمعة إنّ “الفلسطينيين يقاومون اليوم بكلّ عزم العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وفي العاصمة العراقية بغداد حيث تشارك في السلطة أحزاب موالية لإيران. نزل مئات المتظاهرين إلى الشوارع إحياءً لـ”يوم القدس”.
ورفع المتظاهرون لافتات وصوراً للمرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني وللمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. وكذلك أيضاً لأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي الذي قتل مع القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في غارة شنّتها مسيّرة أميركية في يناير 2020 على طريق مطار بغداد.
وكتب على إحدى اللافتات التي رفعها المتظاهرون “إن شاء الله ستكون نهاية إسرائيل في السنوات القادمة”. وردّدوا هتافات من بينها “كلا كلا أمريكا” و”نعم، نعم للقدس، كلا كلا للتطبيع” مع إسرائيل.
وقال سيّد الحسيني القيادي المحلّي في منظمة بدر، إحدى الفصائل المسلّحة المنضوية في الحشد الشعبي. إنّه “لا يمكن التوصّل إلى حلّ. إسرائيل لا تريد الأمن والأمان في المنطقة”.
وأضاف “عندما تخرج هذه الفصائل الموجودة في العراق تلبية لنداء الإمام الخميني بيوم القدس فنحن كلّنا فداء للقدس”.
وبدوره قال الموظف المتقاعد في وزارة الصحّة زياد عبد الله حسن (65 عاماً) إنّ “يوم القدس هو دعوة لجميع المسلمين. في الدول العربية أو في العالم. للوحدة والقضاء على الكيان الصهيوني وضمان عودة الأرض المحتلة وعاصمتها القدس”.
وفي مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بالضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، شارك مقاتلون من فصائل فلسطينية في مسيرة للمناسبة رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية واللبنانية والإيرانية وصورة لخامنئي والخميني.
وفي مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الجنوبي. شارك المئات في عرض عسكري وسط منازل متضرّرة أو مدمّرة.
وعلى واجهة أحد المباني المتضرّرة، رفعت صور للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ونجله الرئيس الحالي بشار الأسد وخامنئي وقاسم سليماني وعدد من القادة الفلسطينيين.
ورفع المشاركون في المسيرة أعلاماً عدّة ولا سيّما أعلام فلسطين وحماس وحزب الله وفصائل أخرى تابعة لإيران وهتفوا “يا قدس قادمون”. ورفعت أعلام سورية وفلسطينية وإيرانية على المباني المتضرّرة التي سار المقاتلون بجوارها.