كيف تغيّر روبوتات برية رخيصة قواعد الحرب في أوكرانيا!

في تطور لافت على الجبهات الأوكرانية، لم تعد الطائرات المسيرة هي السلاح الآلي الوحيد الذي يغير معادلات القتال، بل برزت مؤخراً المركبات الأرضية غير المأهولة كعامل حاسم في كسر جمود المعارك.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تمكن روبوت أرضي أوكراني من إجبار قوات روسية على الاستسلام واستعادة موقع استراتيجي في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وفق ما أكده قادة من “اللواء الهجومي الثالث”، لصحيفة واشنطن بوست.
-
التقدم الروسي يجبر أوكرانيا على إخلاء عشرات البلدات قرب كوبيانسك
-
الآلة في مواجهة الديمقراطية.. الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح الحرب القادمة بين روسيا وأوكرانيا
ثورة في الحفاظ على الأرواح
يصف القادة الأوكرانيون هذه العملية بأنها نموذج مثالي لفاعلية التقنيات الجديدة في ساحة المعركة. ويقول “ميكولا” (26 عاماً)، قائد وحدة الروبوتات في اللواء: “أفضل نتيجة كانت أننا لم نفقد جنديًا واحدًا”. ويضيف أن استخدام الروبوتات قلص بشكل كبير من الحسابات المتعلقة بالخسائر البشرية التي كانت تشكل هاجساً دائماً للقادة الميدانيين.
تنوع في المهام
طورت أوكرانيا مجموعة متنوعة من الروبوتات البرية تتراوح مهامها بين الاستطلاع والإمداد والإخلاء الطبي والهجوم المباشر. بعض هذه الروبوتات مزود برشاشات يتم التحكم بها عن بُعد لتمهيد الطريق أمام المشاة، بينما صمم بعضها الآخر خصيصاً لحمل المتفجرات وتنفيذ هجمات ضد المواقع المحصنة.
وتتميز هذه الأنظمة بتكلفتها المنخفضة نسبياً، حيث بلغت تكلفة الروبوت المستخدم في العملية حوالي 1500 دولار فقط، ما يجعلها بديلاً عملياً للمدفعية الثقيلة ذات التكلفة الباهظة.
-
صواريخ توماهوك هل تضرب أمريكا قلب روسيا عبر أوكرانيا
-
بين الفخ الروسي والحل الفنلندي… أوكرانيا تبحث عن مخرج
طلب متزايد ودمج متقدم
أصبحت أوكرانيا مختبراً حقيقياً للتقنيات العسكرية الجديدة منذ العملية العسكرية الروسية عام 2022. وتشير البيانات إلى تضاعف الطلب على الروبوتات البرية من الوحدات الميدانية بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين، في ظل نقص اليد العاملة وارتفاع خسائر الصفوف الأمامية.
ويكشف التكتيك المستخدم في العملية عن مستوى متقدم من التنسيق بين وحدات الطائرات المسيرة والروبوتات الأرضية والقوات البرية، حيث تعمل فرق متخصصة على مراجعة لقطات الاستطلاع وإعداد سيناريوهات بديلة وتوجيه الروبوتات عبر بث مباشر من طائرات الاستطلاع.
ولقي استخدام الروبوتات استحساناً من الجنود على الأرض. فيقول الرقيب “فيل” (25 عاماً): “عدنا من حالة استعداد للاشتباك إلى مفاجأة وسرور عندما أدركنا أن الروبوتات أنجزت المهمة بدلاً عننا”. وفي نهاية العملية، قام فريق الروبوتات بتفجير الروبوت المتبقي عن بُعد لمنع وقوعه في أيدي الروس.
-
أوكرانيا على المحك.. بوتين يلوّح بالتصعيد ضد القوات الأجنبية
-
رهان الحلفاء في قمة الخميس.. ضمانات ما بعد الحرب لأوكرانيا
مستقبل الحرب يتشكل
تشير هذه التطورات إلى تحول جوهري في طبيعة الحروب المستقبلية، حيث تصبح الأدوات منخفضة التكلفة والقابلة للتصنيع السريع بديلاً مهماً عن الاعتماد الكبير على المشاة والتكتيكات التقليدية.
ويؤكد المحللون العسكريون أن الروبوتات البرية ستلعب دوراً متزايد الأهمية في ساحات القتال، لا في أوكرانيا فقط، بل في النزاعات المستقبلية حول العالم، حيث يجتمع هدفان استراتيجيان: تقليل الخسائر البشرية وزيادة الفعالية القتالية.
غير أن هذا التطور يثير تساؤلات عديدة حول الأخلاقيات العسكرية والمخاطر التكتيكية لانتشار أسلحة تعيد تعريف طبيعة المواجهة المباشرة بين البشر في ساحات القتال.
-
هجمات موسكو تمتد من الموانئ إلى محطات الكهرباء في أوكرانيا
-
500 مسيرة و40 صاروخًا.. أوكرانيا تحت وابل ناري روسي
-
بعد تعثر الجبهات.. أوكرانيا تراهن على «فلامنغو» وأخواتها لتغيير موازين الحرب
-
أوكرانيا بين الأرض وتحتها.. معارك شرسة في شبكة الأنابيب
-
الهجوم على مقر أوكرانيا.. كييف تتهم موسكو وروسيا ترد بعنف
-
أوكرانيا وحرب المسيّرات.. التصدير يهدد الأولويات الميدانية