كورونا لم يتفشى وسط أحياء أفريقيا الفقيرة كما كان متوقعا.. نظرية مذهلة تفسر الأمر..
عند تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا في إفريقيا، كان الكل، ومنهم منظمة الصحة العالمية، يتوقعون أن يتفشى المرض في الدول والأحياء الفقيرة بأعداد هائلة، لكن معدلات الإصابة في القارة السمراء أقل بكثير مما كان متوقعا، وقد يعود السبب لنظرية مذهلة.
البلدات المزدحمة، ومساحات الغسيل المشتركة، واستحالة تطبيق التباعد الاجتماعي، هي عوامل مشتركة في الأحياء الفقيرة في جنوب أفريقيا، ووفقا للخبراء، فأن هذه العوامل قد تكون الدافع الرئيسي لانتشار الفيروس في المناطق المكتظة بالسكان في أفريقيا، لكن هذا لم يحدث على أرض الواقع.
والغريب في الأمرأن عوامل الفقر المدقع في أحياء جنوب أفريقيا ودول أفريقيا الأخرى، قد تكون هي سبب حماية سكانها من الإصابة بكورونا، وفقا لنظرية أطلقها عدد من العلماء المختصين بدراسة الفيروس، حيث قال البروفيسور شابير ماضي، كبير علماء الفيروسات في جنوب أفريقيا وأحد الباحثين الرئيسيين في مهمة الوصول للقاح كوفيد-19: يبدو من المحتمل أن ظروفنا السيئة تصب في مصلحة البلدان الأفريقية وسكانها.
وقال علماء في البلاد، إنه بدراسة عينات للدم من سكان المناطق الفقيرة، قد نجد أدلة على إصابة السكان بفيروسات عديدة سابقة، من ضمنها فيروسات كورونا من أنواع سابقة، مما يعني أن السكان يتمتعون بدرجة كبيرة من المناعة ضد فيروس كورونا المستجد.
ونقل موقع بي بي سي عن البروفيسور ماضي، قوله: إنها فرضية، قد يفسر مستوى معين من المناعة الوقائية الموجودة مسبقا.. هي سبب عدم انتشار الوباء كما حدث في أجزاء أخرى من العالم)…قد تكون الحماية أكثر فعالية في المناطق المكتظة بالسكان، في البيئة الأفريقية. هذا قد تفسر سبب انخفاض الإصابات في أفريقيا.
وبحسب اعتقاد العلماء في أفريقيا، فإنه نظرا لانتشار الفيروسات المعدية بشكل كبير في الأحياء المكتظة بالسكان، حيث يصعب على المصابين عزل أنفسهم، قد يمتلك هؤلاء مناعة أقوى ضد فيروس كورونا المستجد.
في وقت تشهد العديد من مناطق العالم، وعلى رأسها أوروبا، زيادة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، يبدو الأمر في القارة الأفريقية على طرف نقيض، وفق ما أكدت عليه تصريحات رسمية.
وكان كبير مسؤولي الصحة العامة في أفريقيا، قد أشار الأسبوع الماضي، إن القارة شهدت انخفاضا ملحوظا بلغ 20 بالمائة في حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة، لكنه حذر من المبالغة في الابتهاج بانتهاء الوباء.
وسجلت القارة الأفريقية أكثر من 1.2 مليون حالة مؤكدة، نصفها تقريبًا في دولة جنوب أفريقيا.