كواليس الحرب الأوكرانية.. ما الذي قاله ستولتنبرغ وأحرج الحلف الأطلسي؟
أكد ينس ستولتنبرغ، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن الدول الغربية لا تنوي إرسال قواتها العسكرية للقتال إلى جانب أوكرانيا، محذرًا من أن مثل هذه الخطوة قد تثير مواجهة مباشرة غير مقبولة مع روسيا.
وأوضح ستولتنبرغ أن الحلف اتخذ قرارين أساسيين منذ بداية الحرب بأوكرانيا في فبراير/شباط 2022: الأول هو تعزيز الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا، والثاني هو بذل كل جهد ممكن لمنع توسع الحرب خارج حدودها والتحول إلى صراع شامل بين روسيا والناتو، بحسب مجلة مليتري ووتش.
وكشف ستولتنبرغ عن لحظة مؤثرة في الأيام الأولى للحرب، عندما اتصل به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من مخبأ في كييف قائلاً: “أتفهم أنكم لن ترسلوا قوات من الناتو، رغم معارضتي لذلك، لكن أرجوكم أغلقوا الأجواء”.

ووصف ستولتنبرغ رفضه طلب فرض منطقة حظر طيران بأنه كان “قرارًا مؤلمًا للغاية”، لأنه كان سيتطلب مواجهة مباشرة بين الطائرات الغربية والروسية.
واعترف بوجود “تناقض” في موقف الحلف، الذي يدعم كييف بشكل كامل لكنه يرفض الانخراط المباشر في القتال، معتبرًا أن هذا النهج هو “الأصوب” لتجنب حرب أوسع نطاقًا.
جاءت تصريحات ستولتنبرغ بعد أيام من إقرار صريح للأدميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية في الناتو، بأن الترسانة النووية الروسية هي العامل الأساسي الذي يمنع الحلف من التدخل المباشر. وقال باور: “أنا واثق تمامًا من أنه لو لم تكن لدى الروس أسلحة نووية، لكنا الآن في أوكرانيا نطردهم منها.”
استثناءات ومخاطر متصاعدة
ورغم الموقف الرسمي للغرب بعدم إرسال جيوش نظامية، كشفت التقارير عن وجود أشكال أخرى من المشاركة الميدانية، فقد نشرت عدة دول أفرادًا ومتعاقدين لدعم الجهد الحربي الأوكراني.
أبرز هذه التشكيلات عناصر من مشاة البحرية الملكية البريطانية الذين شاركوا في عمليات قتالية منذ أبريل/نيسان 2022 على الأقل، إضافة إلى مجموعات متطوعين مثل “فيلق المتطوعين البولندي” و”مجموعة المراقبة الأمامية الأمريكية”.
ويبدو أن بعض العواصم الأوروبية تبدي استعدادًا للمخاطرة أكثر من واشنطن الحذرة. فقد صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارًا بأن “إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا ليس مستبعدًا”، في إطار سياسة “القيام بكل ما يلزم لمنع روسيا من الانتصار”.

وتشير التقارير إلى أن باريس بدأت منذ يونيو/حزيران 2023 دراسة خيارات محتملة لنشر قوات برية كبيرة.
كما تبنّت شخصيات أوروبية بارزة مواقف مشابهة، من بينها رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، ووزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، ونظراؤه في ليتوانيا وفنلندا.
وخلص التقرير إلى أن الموقف الغربي الرسمي يظل متوازنًا على حافة سكين ما بين تصعيد الدعم العسكري وتسريع إمدادات الأسلحة لأوكرانيا إلى أقصى حد، مع الحرص في الوقت نفسه على عدم تجاوز الخط الأحمر المتمثل في الدخول في حرب مفتوحة مع روسيا.







