قطر تحاول زعزعة الوضع في الجزائر
من المعروف منذ زمن طويل مصالح السلطات الفرنسية في الجزائر ورغبتها في هذا البلد وذلك من أجل توجيه سياسات الجزائر بما يخدم مصالحها، لكن ليوضع حاليا هذا الأمر على جنب، حيث أن بيانا أصدرته لجنة الدفاع عن الجزائر كشف عن التآمر القطري الفرنسي، وعن أهداف الإمارة في محاولة زعزعة الوضع في الجزائر وذلك بتحريف الحراك وتحويله إلى صدام بين المحتجين والجيش الوطني الشعبي.
هذا البيان الذي قد أمضاه مثقفون وناشطون جزائريون قد ندد بقناة الجزيرة والتي حسب رأيهم، لم تتوقف ولو لحظة عن نشر الفتنة والأحقاد وشراء الذمم واستغلال سذاجة البسطاء. وقد وجه كاتبو البيان الاتهام لقناة الجزيرة وقطر بالتدخل في مأساة الجزائر في عشريتها السوداء وذلك بتجنيدها لكتائب الموت التي عاثت بالجزائر تدميراً وإرهاباً وترويعاً. وتعود اليوم مدججة بالأموال والدجل، وأضاف البيان، بأنها تأمل عبر هذا الحراك في الجزائر تحقيق ما لم تستطع تحقيقه في التسعينات.
وبالتزامن مع صدور هذا البيان فقد قام إعلامي بتسريب برقية موجهة من السفارة القطرية في العاصمة الجزائرية إلى وزير الداخلية في الدوحة حيث تطلب منه منح تأشيرات مستعجلة لشخصيات سياسية جزائرية ناشطة في الحراك. وأيضا مع تغير سياسة قناة الجزيرة تجاه الأزمة السياسية في الجزائر في الأسابيع الأخيرة واستهجان الجزائريين لذلك وكذا النظر إليه على أنه عمل متطرف، غير أن الكثيرين قد فهموا بأن التأشيرات المستعجلة لها علاقة بحملة ستشنها الجزيرة على الجيش الجزائري بهدف زرع الفوضى والعنف في الجزائر وخلق صدام بينه وبين المحتجين.
ولا يتوقف الأمر هنا، بل وتذكر بعض المصادر بأن مسؤولين قطريين قد قاموا بمنح فريق قناة المغاربية مكافأة قدرها 400 ألف يورو وذلك من أجل تضليل الرأي العام الجزائري، وكذا توجيه رسائل مشفرة تدعو بطريقة غير مباشرة إلى العنف والعصيان المدني من قبل إعلاميين وسياسيين وحقوقيين ومحللين وفنانين مرتبطين أو متعاطفين مع الإسلام السياسي وخاصة المرتبطين بالإخوان المسلمين ومناضلي جبهة الإنقاذ المنحلة وبعض أشباه العلمانيين والذين قد استدرجتهم خلية من وزارة خارجية قطر إلى منابر المغاربية والجزيرة.
وفي الفترة الأخيرة، كان هناك شعار في المظاهرات الاحتجاجية يقول المغاربية قناة الشعب وكأنها بذلك أصبحت الناطقة باسم ثورة الابتسامة. إذ تستضيف القناة مسؤولي الحزب الإسلامي المحظور وتطلب منهم تحليل الوضع اليومي في الجزائر، وهم الذين تسببوا في وصول البلد إلى هذا الخراب وذلك حينما أشعلوا حربا أهلية راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين. ومن بين هؤلاء المحللين الأصوليين الفارين من الجزائر يظهر أحدهم باستمرار على شاشة هذه القناة، وكان ذراع عبدالله عزام الأيمن في أفغانستان. ولا تشير المغاربية بأن حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية حزب محظور عندما تتحدث عن ذلك.
والسؤال المطروح هو أليس النظام هو المسؤول عن ذلك حينما أغلق بإحكام القنوات الجزائرية الخاصة والعامة فلم تعد تتحدث فقط عن المظاهرات الاحتجاجية، بل تحاول أيضا تكسير الحراك. وحينما أغلقت تلك القنوات المدجنة في وجوه المعارضين الديمقراطيين، فقد لجأ بعضهم إلى قناة الإسلام السياسي. وهكذا قدم الغباء الرسمي الكثير من المشاهدين الجزائريين هدية مجانية إلى قناة المغاربية. قناة أسامة مدني، نجل عباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، الذي توفي منذ أشهر في منفاه بالدوحة.
ووفق موقع الجزائر كل ساعة، فقد امتدت أيضا يد مسؤولين قطريين إلى تمويل قناة أمل تي.في والتي تبث من باريس لصاحبها الصحافي الجزائري هشام عبود. واشترى أيضا قطريون، حسب نفس الموقع ألجيري بارت، موقع الصحافي الجزائري عبدو سمار الناشط هو أيضا في قناة أمل تي.في.
وفي موقع كيوبوست، فإن ردة فعل قطر نحو ما يجري في الجزائر هدفه فتح ملفات الفساد واكتشاف تورط شخصيات قطرية رفيعة المستوى، وقياديين يعيشون في أوروبا من جماعة الإخوان المسلمين، في قضايا فساد مع الدائرة الضيقة للرئيس المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة متعلقة بنهب فاحش للنفط الجزائري والتلاعب به عن طريق جهة في علاقة مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهي الجهة المتهمة بتمويل الجماعات المسلحة في الجزائر أثناء العشرية الدموية.
وتحاول الدوحة أيضا كما وقع في 2011 مع الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا، تفخيخ الوضع في الجزائر والانحياز المكشوف للإسلام السياسي والذي تريد فرضه عبر الأحزاب الإخوانية المحلية بكل الطرق، حتى عن طريق الدسائس والمناورات مع الأنظمة الحاكمة ذاتها كما هو الشأن مع رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري، حيث وفق جريدة الجزائر اليوم، فقد التقى سبع مرات بشكل سري مع سعيد بوتفليقة أخ الرئيس المخلوع على فترات متقطعة قبل نهاية العهدة الخامسة بهدف التباحث في طريقة معينة لتمديد عهدة عبدالعزيز بوتفليقة.
ومنذ البداية، كانت طموحات حكام الدوحة واضحة، فقد جاءت الجزيرة لنشر الفكر الإخواني في العالم العربي ومحاولة فرضه كبديل، أما الهدف من إنشاء قناة المغاربية فكان هو إعادة الاعتبار للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة والمسؤولة عن جرائم العشرية السوداء وإلصاق التهمة بالجيش الجزائري.