في زيارة غير معلنة للسعودية.. عباس يلتحق بهنية
تزامنا مع زيارة مماثلة يجريها وفد من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الاثنين بزيارة رسمية إلى السعودية وهي الزيارة الأولى لمسؤولين في الحركة الاسلامية الفلسطينية للمملكة منذ سنوات.
ويتوقع أن تلعب الرياض دورا في اعطاء دفعة للحوار الفلسطيني وإن لم يعلن أي طرف ذلك صراحة، لكن قبل ذلك كان قادة فصائل فلسطينية قد التقوا في الجزائر التي ابدت استياء باستبعادها من اللقاءات الفلسطينية برعاية السعوديين.
وتأتي زيارة عباس هنية للمملكة في ذروة التوتر الفلسطيني الإسرائيلي ومواجهات دامية لا تهدأ في القدس وتصعيد من قبل حكومة بنيامين نتنياهو في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” بأن عباس سيلتقي ولي العهد السعودي رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للبحث والتشاور بشأن آخر تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة وتعزيز علاقات الأخوة الفلسطينية السعودية.
وكان في استقبال عباس في مطار جدة نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين وطاقم سفارة فلسطين.
ويرافق الرئيس الفلسطيني في الزيارة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي وسفير فلسطين لدى السعودية باسم الأغا.
وقال سفير فلسطين لدى السعودية الأحد إن الزيارة تأتي استمرارا لزيارات سابقة “وهناك تواصل مستمر مع قيادة المملكة السعودية لمواقفها المتميزة والراسخة تجاه فلسطين ولبحث آخر المستجدات السياسية”، دون تحديد مدة الزيارة.
وقال الأغا لإذاعة صوت فلسطين (حكومية) إن عباس “سيتحدث بإسهاب مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد عن الإجرام الصهيوني في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد ونسف للبيوت وهدمها”، كما سيجري عباس لقاءات أخرى وفق ما يسمح به الوقت.
ويتزامن الإعلان عن زيارة عباس إلى الرياض مع ما كشف عنه مصدر فلسطيني مُطلع الأحد من أن وفدا رفيعا من “حماس” بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية سيبدأ اليوم الاثنين زيارة إلى السعودية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، في حيم لم يصدر تعليق فوري من السلطات السعودية على الزيارتين.
وينتظر أن يتم خلال هذه الزيارة استئناف العلاقات بين الحركة والرياض وطي صفحة القطيعة بين الجانبين المستمرة منذ سنوات وفق ما أفاد به موقع “قدس اليومية” المحلي، فيما يتوقع أن تفرج السلطات السعودية بمناسبة هذه الزيارة عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين المحسوبين على حماس والمحتجزين في سجون السعودية منذ سنوات.
وتأتي هذه الزيارة في ظل الزخم الذي أثارته عودة العلاقات بين السعودية وإيران حليفة إيران بعد سنوات من القطيعة.
وحاولت “حماس” طيلة السنوات الماضية التقرّب من الرياض بالرغم من انقطاع العلاقات وكان إسماعيل هنية قد زار السعودية في صائفة 2015 لكن الزيارة لم تحقق أهدافها.
وأعلنت “حماس” في سبتمبر/أيلول 2019 أن السلطات السعودية اعتقلت القيادي في الحركة وممثلها في الرياض محمد الخضري ونجله هاني، ضمن حملة طالت عشرات الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية.
وقضت المحكمة الجزائية السعودية في أغسطس 2021 بالسجن 15 عاما على الخضري بتهمة “دعم المقاومة”، ضمن أحكام طالت 69 أردنيا وفلسطينيا، تراوحت ما بين البراءة والسجن 22 عاما، لكن في 19 أكتوبر/شرين الأول 2022 أفرجت الرياض عن الخضري ورحلته إلى العاصمة الأردنية عمان، كما أفرجت عن معتقلين أردنيين وفلسطينيين خلال فبراير الماضي.
وليل الجمعة السبت استضافت جدة اجتماعا تشاوريا شارك فيه وزراء خارجية السعودية، مصر، الأردن، سلطنة عمان، الكويت، العراق، البحرين والمستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش أدان “ممارسات إسرائيل اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين والاعتداءات على المسجد الأقصى”.