سياسة

طهران تكبح هجمات ميليشياتها في العراق تحت مظلة هدنة غزة


 

 أعلنت كتائب حزب الله العراقي، الفصيل الموالي لإيران، وقف هجماتها على القواعد الأميركية تزامنا مع الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، وهو قرار مماثل لذلك الذي اتخذه حزب الله اللبناني بشكل غير معلن بعدم التصعيد أكثر في المواجهات الدائرة مع إسرائيل على الحدود بين الجانبين فيما يبدو ذلك بإيعاز من طهران التي تحرك ميليشياتها في سياق ضغوط  على الولايات المتحدة. ونفذت واشنطن ضربات جوية استهدفت ميليشيات من الحشد الشعبي العراقي في الفترة الأخيرة ما أدى إلى مقتل 5 من كتائب حزب الله العراقي.

وتملك إيران مفاتيح التهدئة والتصعيد في المنطقة، بينما أعلنت أنها لن تنخرط في نزاع غزة ولا ترغب في توسعه وهو ما يفسر إلى حدّ كبير عدم تصعيد حزب الله اللبناني رغم تكبده خسائر كبيرة مع مقتل أكثر من 100 من عناصره وعدد من المدنيين. واكتفى امينه العام حسن نصرالله بإطلاق ضجيج من التهديدات معلنا في أول خطاب له بعد نحو شهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أن قرار عملية طوفان الأقصى كان قرارا فلسطينيا وأن لا وصاية لإيران على المقاومة الفلسطينية ولا اللبنانية. 

وقال أبوحسين الحميداوي الأمين العام للفصيل العراقي الموالي لإيران في بيان أوردته وكالة “شفق نيوز” الكردية العراقية “نعلن خفض وتيرة تصعيد العمليات على قواعد الاحتلال الأميركي في المنطقة وإيقافها ضد الكيان الصهيوني لحين انتهاء مدة الهدنة أو القتال في فلسطين وحدودها مع لبنان”.

وتابع “نؤكد أن المواجهات مع القوات المحتلة للعراق لن تتوقف إلا بتحريره وهو قرار لن نحيد عنه مهما غلت التضحيات”، داعيا العراقيين إلى “الالتحاق بصفوف المقاومة وتحرير البلاد من سطوة الاحتلال”.

وفي سياق متصل نقلت وكالة “شفق نيوز” عن السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر قوله إن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان على علم مسبق بالقصف الأميركي الذي استهدف الأربعاء موقعين للحشد الشعبي ” وهو تحالف من فصائل مسلحة تم دمجها في القوات العراقية النظامية

وتابع أن “بيان الحكومة العراقية بشأن عدم علمها بالقصف الأميريكي ضد الحشد الشعبي غير صحيح”، كاشفا أن “المعلومات تشير إلى أن السفيرة الأميركية ألينا رومانوسكي اجتمعت بالسوداني قبل يوم من تنفيذ الضربة الجوية وأبلغته بها بعد فشل حكومته في تنفيذ التزاماتها”.

وأضاف أن “تغريدة رومانوسكي التي تحدثت فيها عن اجتماعها بالسوداني كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، إذ ذكرت فيها أنها ناقشت معه خطوات الحكومة العراقية لمنع الهجمات على الأفراد الأميركيين”، موضحا أن “واشنطن ظللت طيلة أكثر من شهر تذكّر العراق بالتزاماته في حماية عناصر التحالف المتواجدين على أراضيه بطلب من الحكومة العراقية، أو أن يتوقع تكرار عملية المطار”.

ولفت إلى أن “السوداني بذل جهودا كبيرة من أجل وضع حد لهجمات الفصائل الموالية لإيران على القواعد الأميركية، لكنه  كما يبدو فشل فشلا ذريعا في تحقيق ذلك لتقرر واشنطن الرد في إطار ما يعرف دوليا بحق الدفاع عن النفس”.

وأوضح أن “الإدارة الأميركية لم تشأ الاستعجال في اتخاذ قرار الرد على هجمات أذرع إيران على قواتها تفاديا لإحراج السوداني”، بينما كشف أنها أبلغته بصفته القائد العام للقوات المسلحة بكل عملية هجوم قبل تنفيذها، مردفا أن السلطات العراقية فشلت في منع الهجمات.

وسجلت واشنطن 72 هجوما على القواعد الأميركية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد عشرة أيام من بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، فيما أدت الهجمات إلى إصابة حوالي ستين عسكريا أميركيا.

وحذر قادة من قوى الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب الشيعية الموالية لإيران من أن الاستهداف الأميركي للفصائل العراقية المسلحة يمكن أن يفجّر صراعا أوسع نطاقا، منددين بالهجمات الأميركية الأخيرة.

وفي لبنان التزم حزب الله بعدم التصعيد بعد مقتل ابن القيادي محمد رعد في ضربة إسرائيلية استهدفت منزلا في جنوب لبنان كان بداخله مع عدد من عناصر الحزب، بينما تشهد الحدود هدوءا حذرا تزامنا مع هدنة غزة.

وقُتل 87 عضوا بالجماعة اللبنانية منذ اندلاع المواجهات مع الدولة العبرية عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، بما في ذلك سبعة في سوريا، بينا أودى القصف الإسرائيلي بأكثر من 12 مدنيا لبنانيا، من بينهم أطفال وصحفيون.

 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى