طبول الحرب تقرع.. هل يشتعل الصراع بين لبنان وإسرائيل؟

قتل ستة أشخاص بينهم طفلة اليوم السبت جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. بعد إعلان الدولة العبرية أنها سترد بحزم على إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها من لبنان. مما هدد هدنة هشة أنهت حربا استمرت عاما بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
ومثل الصراع أعنف امتداد لحرب غزة. إذ امتد عبر الحدود لشهور قبل أن يتصاعد إلى هجوم إسرائيلي عنيف قضى على كبار قادة حزب الله والعديد من مقاتليه ومعظم ترسانته.
-
اغتيال قيادي في قوة الرضوان.. تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله
-
ضربة إسرائيلية جديدة لحزب الله.. استهداف قيادي بارز في التسلح
وتبادل إطلاق النار اليوم السبت هو الأول منذ أن انتهكت إسرائيل فعليا وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حليفة حزب الله. وكلاهما مدعوم من إيران، عدو إسرائيل اللدود.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنه اعترض ثلاثة صواريخ أطلقت من منطقة لبنانية على بعد نحو ستة كيلومترات شمال الحدود، في ثاني عملية إطلاق عبر الحدود منذ أن أنهى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني القتال.
وذكرت إذاعة الجيش أنه تم الرد على نيران المدفعية. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن المدفعية الإسرائيلية أصابت بلدتين في جنوب لبنان وأن الغارات الجوية أصابت ثلاث بلدات أخرى أقرب إلى الحدود. ولم يعلن أي من الجانبين عن سقوط قتلى أو مصابين.
-
حزب الله على مفترق طرق.. من يشيعه الأحد؟ الأمين العام أم القوى المهيمنة؟
-
رسالة تحذيرية.. حزب الله يلوّح بالعودة للقتال ضد إسرائيل
وأشارت القوات الإسرائيلية إلى أنهة قد تصعد رده قائلة إنها “سترد بقوة على هجوم الصباح”. ومع ذلك، قالت إنها لا تزال تبحث عن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ عبر الحدود باتجاه بلدة المطلة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لحزب الله وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة وأن ينشر الجيش اللبناني قوات فيها.
وينص الاتفاق على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تفكيك جميع البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم السبت إن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها.
-
هل يمكن نزع سلاح حزب الله؟ تحذيرات دولية من مجموعة الأزمات
-
حزب الله في مأزق.. ضربة مالية تقطع شريان تمويله
وأضاف في بيان “لن نسمح بإطلاق الصواريخ من لبنان على بلدات الجليل. وعدنا بتوفير الأمن لبلدات الجليل، وهذا ما سيحدث بالضبط. فالقاعدة في المطلة هي القاعدة في بيروت”. وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجيش بضرب “عشرات الأهداف الإرهابية” في لبنان ردا على إطلاق الصواريخ
من جانبه حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام السبت من “مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة”.
حذر رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على #لبنان واللبنانيين.
وأجرى الرئيس سلام اتصالاً بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات…
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) March 22, 2025
وقال مكتبه الإعلامي إن سلام “حذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة. تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين” مضيفا أنه أجرى اتصالا بوزير الدفاع شدد خلاله على “ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة. بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم”.
-
حزب الله يخطط لجنازة نصرالله لتكون استعراضًا لدعم “محور المقاومة”
-
ضربة جوية إسرائيلية.. قصف نفق لتهريب أسلحة إلى حزب الله
من جانبه طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون القوى المعنية في الجنوب إلى متابعة ما حصل بجدية لتلافي أي تداعيات داعيا “إلى ضبط أي خرق أو تسيب يمكن أن يهدد الوطن”.
رئيس الجمهورية دان محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف.
– الرئيس عون: ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ ١٨ شباط الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون.
– الرئيس عون دعا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة،…— Lebanese Presidency (@LBpresidency) March 22, 2025
كما طلب من قائد الجيش اتخاذ الإجراءات للحفاظ على المواطنين والتحقيق بما حصل.
في المقابل نفت جماعة حزب الله في بيان أي صلة لها بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان اليوم السبت، وأكدت التزامها بوقف إطلاق النار.
وقد أعلن الجيش اللبناني السبت أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ “بدائية الصنع” في جنوب البلاد مضيفا في بيان “على أثر إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجرى الجيش عمليات مسح وتفتيش وعثر بنتيجتها على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني وعمل على تفكيكها”.
-
ضربات إسرائيلية تستهدف مواقع حزب الله ومسارات التهريب
-
مفاوضات الإفراج عن أسرى حزب الله: تحديات وصعوبات أمام التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل
وأعربت قوة الأمم الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان السبت عن قلقها من “تصعيد محتمل للعنف”.
وقالت في بيان “اليونيفيل قلقة من تصعيد محتمل للعنف” و”تحض جميع الأطراف على تجنب تقويض التقدم المحرز، خصوصا عندما تكون حياة مدنيين والاستقرار الهش على المحك. أي تصعيد إضافي قد تكون له تداعيات وخيمة على المنطقة”.
ووضع وقف إطلاق النار حدا للقصف الإسرائيلي المكثف والعمليات البرية في لبنان وللهجمات الصاروخية اليومية التي يشنها حزب الله على إسرائيل. إلا أن كل طرف اتهم الآخر بعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل.
وتقول إسرائيل إن جماعة حزب الله لا تزال تمتلك بنية تحتية عسكرية في الجنوب. بينما يقول لبنان وحزب الله إن إسرائيل تحتل أراض لبنانية بمواصلتها تنفيذ بعض الغارات الجوية وإبقاء قواتها في خمسة مواقع على قمم التلال قرب الحدود.