سياسة

صحيفة فرنسية تصف مظاهرات العراق بـ”الانتفاضة” الشعبية ضد تدخلات إيران


قالت صحيفة فرنسية إن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مختلف المحافظات والمدن العراقية، منذ الثلاثاء الماضي، انتفاضة ضد سياسات حكومة بغداد التي تضحي بمصالح هذا البلد خدمة لإيران.

واندلعت الاحتجاجات للمطالبة بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من البلاد، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية، في مقال بعنوان اشتداد الاحتجاجات العراقية في مواجهة القمع، إن الاحتجاجات في العراق لا تحمل أي أجندات أيديولوجية أو سياسية، لكنها تأتي رفضا لتدخل إيران في هذا البلد، إذ يعتبرها العراقيون عرابة المليشيات لإشاعة الفوضى، مضيفة إن العراقيين سئموا من السلطات السياسية والدينية التي تولت حكم البلاد منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن العراقيون يتطلعون إلى تحسين الخدمات العامة في مواجهة النقص المزمن في الكهرباء والمياه وخلق فرص العمل، خاصة مع تخطي بطالة الشباب حاجز الـ25%.

ومنذ اندلاع الموجة الأولى من الاحتجاجات المناهضة للفساد والمؤيدة للإصلاح في العراق، خلال (2015-2016) إلى صيف 2018 جنوب البلاد، تحولت المظاهرات الاجتماعية هذه المرة إلى رفض للسلطات السياسية والدينية في السلطة، بحسب الصحيفة نفسها.

ومن جهتها، قالت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية، ماريا فانتابي، إن الاحتجاجات هذه المرة لا تقتصر على حد الحاجة إلى المياه ومكافحة الفساد، إنما غضب العراقيين من النفوذ الإيراني المهيمن على سياسة بلدهم.

واحتشد المئات من الموظفين المحبطين، والخريجين العاطلين ومنتقدي الفساد، ضد ما أسموه بلصوص نهب العراق، في وقت مبكر من الثلاثاء الماضي، دون أي تنظيم سياسي أو ديني لهم، لكنهم استجابوا لدعوة احتجاج تم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم حظر التجول الليلي، استؤنفت احتجاجات العراقيين ضد التدخلات الإيرانية والفساد والبطالة وانهيار الخدمات العامة، ما أدى إلى حدوث اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى.

ورأت الصحيفة الفرنسية أن السقوط الخاطف لثلث العراق في أيدي داعش في يونيو 2014 كشف إفلاس السلطة الحاكمة، وسط اتهامات لها بالطائفية.

ووفقاً للصحيفة فإن قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إقالة رئيس مكافحة الإرهاب عبدالوهاب السعدي، الذي اعتبر بطلا للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، أدى إلى إشعال فتيل الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية الكامنة.

وأوضحت أنه بعد عامين من انتهاء الحرب على داعش وتطهير الأراضي العراقية، لا تزال البلاد تعاني من البطالة والفساد مع انتعاش طفيف لحركة النفط، مؤكدة أن العراقيين سيطر اليأس عليهم فيما يتعلق بالإصلاحات.

وبلغت أعداد الضحايا في صفوف المتظاهرين ورجال القوات الأمنية بحسب آخر إحصائية رسمية نشرتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، السبت، 93 قتيلا و3 آلاف و978 جريحا، وهذا العدد الكبير من الضحايا يكشف ما يشهده العراق من مجزرة تنفذها إيران ومليشياتها.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى