سراً.. أمريكا رفعت مساعداتها العسكرية لإسرائيل
برغم ما أحدثه موقف الإدارة الأمريكية من الحرب التي تفجرت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بين إسرائيل وحركة حماس من خلافات بوزارة الخارجية والكونغرس، أظهرت وثيقة داخلية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أنّ الولايات المتحدة رفعت من مساعداتها العسكرية إلى إسرائيل سراً، لتمتد لما هو أبعد من صواريخ نظام القبة الحديدية الاعتراضية.
وكشفت الوثيقة، بحسب ما نقلته وكالة (بلومبرغ)، أنّ واشنطن قدّمت لتل أبيب صواريخ موجهة بالليزر لأسطول مروحيات الأباتشي، وقذائف مدفعية من عيار 155ملم، وأجهزة رؤية ليلية، وذخائر مضادة للتحصينات، ومركبات عسكرية جديدة.
وأفادت مصادر اطلعت على قائمة داخلية للبنتاغون بتلك المعدات بأنّها تظهر أنّ المساعدات العسكرية الأمريكية تمتد لأبعد ممّا أعلنته الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات لنظام القبة الحديدية والقنابل الذكية التي تصنعها شركة (بوينغ)، كاشفة أنّ تلك المساعدات واصلت تدفقها على إسرائيل، حتى في الوقت الذي زاد فيه مسؤولو الإدارة الأمريكية من التحذيرات لتل أبيب بشأن تجنب الضحايا المدنيين في قطاع غزة.
وقالت الوكالة: إنّ الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل وردت في وثيقة معنونة بـ “طلبات قائد إسرائيلي كبير”، ويعود تاريخها إلى تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ويجري تداولها في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية.
وأكدت الوثيقة أنّه تم شحن تلك الأسلحة بالفعل، وتعمل وزارة الدفاع على توفيرها من المخزونات المتواجدة في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يسرّع من توصيلها لإسرائيل مقارنة بالتعاقدات الجديدة.
بجانبه، رفض متحدث باسم وزارة الدفاع مناقشة تفاصيل الأسلحة، إلا أنّ البنتاغون قال في بيان إنّه يلجأ إلى عدة طرق، بما في ذلك المخزونات الداخلية والقنوات الصناعية الأمريكية، لضمان أنّ إسرائيل لديها الوسائل للدفاع عن نفسها.
وأضاف البيان أنّ هذه المساعدة الأمنية تواصل التدفق على إسرائيل بصفة شبه يومية، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة توفر بشكل سريع ذخائر دقيقة موجهة، وقنابل صغيرة القطر، وقذائف مدفعية عيار 155 ملم، وذخائر أخرى.
وتأتي هذه المساعدات بالإضافة إلى صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، ومعدات طبية أخرى.
وكانت مخصصات القذائف المدفعية والذخائر الأخرى قد جلبت انتقادات كبيرة من منظمات غير حكومية. قالت إنّ الإمدادات الأمريكية سمحت لإسرائيل بالمضي قُدماً في حملة القصف التي قتلت أكثر من (12) ألفاً من سكان قطاع غزة.
وفي خطاب الإثنين كتب أكثر من (30) منظمة إغاثية إلى وزير الدفاع لويد أوستن تحضه على عدم إرسال القذائف من عيار (155) ملم على وجه التحديد.
وأمس الثلاثاء أعلن (3) من المساعدين العاملين في الكونغرس الأمريكي أنّهم لم يعودوا يشعرون بالارتياح للبقاء صامتين على ما يدور من حرب في قطاع غزة أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.
كما تم تنفيذ إضراب الأسبوع الماضي في مبنى الكابيتول. إلى جانب موجة من الرسائل المفتوحة إلى المشرعين. تعكس انقساماً عميقاً بين الديمقراطيين حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه انتقاد الحملة العسكرية الإسرائيلية.