سياسة

دعم إسباني متجدد لمغربية الصحراء: الحكم الذاتي الخيار الأوحد


جددت مدريد اليوم الخميس دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب كحل وحيد للنزاع المفعتل حول الصحراء المغربية من قبل الجزائر وجبهة بوليساريو الانفصالية، وهي ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها إسبانيا التزامها بموقفها الراسخ تجاه هذه القضية، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين الجارين زخما لافتا تجسده الشراكة الإستراتيجية والتعاون المتنامي والتنسيق في مختلف الملفات.

وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي بدأ اليوم الخميس زيارة غير محددة المدة لإسبانيا في إطار جولة أوروبية قادته إلى فرنسا وكرواتيا والمجر إن “العلاقات المغربية الإسبانية تعيش أفضل فتراتها على جميع المستويات بما فيها الدبلوماسية والاقتصادي والأمني”، مردفا أن “هناك جهات لا يعجبها هذا الوضع”، وفق مواقع مغربية.

وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس خلال مباحثاته مع بوريطة أن “مدريد تجدد التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية النزاع حول إقليم الصحراء المغربية“.

وذكّر ألباريس أن “إسبانيا تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وكذا بالجهود الجادة وذات المصداقية للمملكة، في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول من قبل الأطراف”، وفق بيان أصدرته الخارجية الإسبانية.

وفي مارس/آذار 2022، عاد الدفء لعلاقات البلدين بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 لتسوية النزاع في الصحراء المغربية.

واندلعت أزمة بين البلدين، حين استقبلت مدريد في أبريل/نيسان 2021 زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته المملكة “طعنة في الظهر”.

وفي 7 أبريل/نيسان 2022، أعلن المغرب وإسبانيا، في بيان مشترك، الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتدرك إسبانيا أن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية تقتضي تقوية التعاون مع المغرب الذي يعد شريكا دوليا موثوقا في التصدي للإرهاب ومكافحة كافة أشكال الجريمة، فضلا عن دوره في كبح تدفق المهاجرين على أوروبا.

وأكدت مدريد مرارا أن دعمها لسيادة المغرب على صحرائه مسألة غير قابلة للنقاش، فيما فشلت اللوبيات المعادية لمصالح المملكة التي سعت جاهدة إلى التشويش على العلاقات الراسخة بين البلدين، في التأثير على الموقف الإسباني الرسمي.

وراكم المغرب انتصارات دبلوماسية في القضية التي يقيس على أساسها علاقاته مع الدول وفق مقاربة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس، فيما تشير التطورات المتسارعة إلى أن المملكة تقترب من حسم هذا الملف مع اتساع قائمة الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة باعتباره الحل الأكثر وجاهة، ومن بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وعشرات الدول الأفريقية بالإضافة إلى الدعم الخليجي للحل المغربي.

وقال بوريطة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني “هناك من يريدون تحويل العلاقات بين مدريد والرباط إلى عنصر للجدال السياسي أو موضوعا للمزايدات، أو إعادتها إلى الوراء، إلى زمن الصراع والمشاكل، لكن إرادة القيادات في البلدين والفاعلين الحقيقين فيها، تضع أسسا تمنع الرجوع إلى الوراء”، مضيفا أنها “لن تدع أي مجال للمخربين”.

ودشن البلدان إثر الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط العام الماضي شراكة إستراتيجية ينتظر أن تتعزز مع استعداد البلدين لتنظيم مونديال 2030 بالشراكة مع البرتغال.

ويتبادل المغرب وإسبانيا الزيارات بشكل دوري وشدد المسؤولون الإسبان في أكثر من مرة على أن مدريد تولي أهمية بالغة لتمتين العلاقات مع الرباط وتوسيع التعاون. فيما وصفت تقارير دولية الراوبط بين البلدين بأنها “نموذجية”.

وفازت عدة شركات إسبانية خلال العامين الماضيين بصفقات في عدة مجالات من بينها البينة التحتية بالتزامن مع تحولات كبرى يشهدها المغرب استعداد للحدث الرياضي الدولي.

وتعد الرباط من أهم شركاء إسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي كما تعزز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. وقد لمست مدريد التداعيات الإيجابية على أمنها نتيجة هذا التنسيق.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى