متابعات إخبارية

خرق أولي لاتفاق وقف النار في لبنان.. هل تصمد الهدنة؟


 تبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية الاتهامات اليوم الخميس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال المستمر منذ أكثر من عام في لبنان بعد يوم من دخوله حيز التنفيذ.

وقال الجيش الإسرائيلي إن اتفاق الهدنة، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، تم خرقه بعد وصول من وصفهم بأنهم “أشخاص مشتبه بهم”، بعضهم كانوا في مركبات، إلى عدد من المناطق في جنوب لبنان.

وأعلن أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان في أول هجوم من نوعه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

واتهم حسن فضل الله النائب البرلماني عن حزب الله إسرائيل بانتهاك الاتفاق وقال للصحفيين بعد جلسة للبرلمان “العدو الإسرائيلي يعتدي على العائدين إلى القرى الأمامية”.

وأضاف “رسالة اليوم يجب أن تُستكمل بأن يكون لدينا قرار وطني أولا ببناء دولة قوية، وثانيا بأن يكون لدينا جيش عنده أحدث الأسلحة وأن يكون قراره التصدي لأي خرق إسرائيلي”.

وذكرت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية لبنانية أن الدبابات الإسرائيلية قصفت بلدات مركبا والوزاني وكفرشوبا والخيام والطيبة والسهول الزراعية حول مرجعيون، وجميعها يقع على بعد كيلومترين من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل. وأوضح أحد المصادر الأمنية أن شخصين أصيبا في بلدة مركبا.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 اليوم الخميس “إذا تطلب الأمر، وفي حالة حدوث انتهاك للخطوط العريضة لوقف إطلاق النار، فقد أعطيت توجيهاتي الى الجيش لشنّ حرب شديدة”.

وحاولت أسر لبنانية نازحة من منازلها قرب الحدود الجنوبية العودة للاطمئنان على ممتلكاتها، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة داخل الأراضي اللبنانية في بلدات على الحدود.

وأنهى الاتفاق، وهو إنجاز دبلوماسي نادر في منطقة منكوبة بالصراعات، أعنف مواجهة بين إسرائيل والجماعة المسلحة المدعومة من إيران منذ سنوات، لكن إسرائيل لا تزال تخوض حربا ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الخميس إن الضربات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل 78 شخصا يوم الثلاثاء ليرتفع عدد القتلى الإجمالي إلى ما لا يقل عن 3961 شخصا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما بلغ عدد المصابين 16520 خلال نفس الفترة.

وتسببت ضربات حزب الله في مقتل 73 جنديا و45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة. وبموجب شروط وقف إطلاق النار، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تستغرق ما يصل إلى 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان، لكن لا يمكن لأي من الجانبين شن عمليات هجومية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات للجيش بعدم السماح للسكان بالعودة إلى القرى القريبة من الحدود.

وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، المفاوض الرئيسي للبنان في محادثات وقف إطلاق النار، أمس الأربعاء أن السكان يمكنهم العودة إلى منازلهم.

وقال نتنياهو إن الهدف من الهجوم الإسرائيلي على حزب الله هو تمكين الإسرائيليين في شمال البلاد من العودة بعدما جرى إخلاء مناطقهم بسبب إطلاق الجماعة اللبنانية لصواريخ صوب إسرائيل. ولم يتم إصدار أوامر حتى الآن لنحو 60 ألف نازح للعودة.

وقال حزب الله “تؤكد غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أن مجاهديها ومن مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعا عن سيادة لبنان وفي سبيل رفعة وكرامة شعبه”.

وضعفت الجماعة بسبب سقوط قتلى ومصابين بين صفوف مقاتليها واغتيال أمينها العام حسن نصر الله وغيره من القيادات على يد إسرائيل.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء خلال الإعلان عن وقف إطلاق النار إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق مماثل في قطاع غزة، وحث إسرائيل وحماس على اغتنام الفرصة.

ولم تحقق محادثات وقف إطلاق النار على مدى شهور تقدما يذكر، والمفاوضات متوقفة في الوقت الراهن.

وقال مسعفون إن ضربات عسكرية إسرائيلية قتلت 21 فلسطينيا على الأقل في أنحاء قطاع غزة اليوم الخميس مع تكثيف إسرائيل قصفها على مناطق وسط القطاع وتوغل الدبابات في شمال وجنوب القطاع.

وفي سياق متصل بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وفق وكالة أنباء لبنان الرسمية.
وقال المصدر نفسه إن بري استعرض مع ماكرون الأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى