حماس تصر على سردية الانتصار لتفادي تحمل مسؤولية الخسائر الفادحة
أظهر رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، تمسكه بسردية الانتصار وتحقيق “لإنجازات والمكاسب” في عملية طوفان الأقصى في الذكرى السنوية الأولى لها، في خطاب يشير إلى استمرار حماس على نفس النهج بعد عشرات الآلاف من القتلى والدمار في القطاع، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة للاستهانة بدماء الفلسطينيين.
-
حصيلة عام من الحرب في غزة: أرقام عن خسائر إسرائيل وحماس
-
السنوار والرهائن.. تفاصيل «صفقة الخروج الآمن» لقادة حماس من غزة
واعتبر مشعل أن إسرائيل فشلت في القطاع على مر عام كامل. مضيفا أن صورة الردع الإسرائيلية تحطمت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الرغم من بعض المكاسب الإسرائيلية التي تحققت مؤخرا في لبنان. ورأى أن خسائر ما أسماه “محور المقاومة تكتيكية، بينما خسائر إسرائيل استراتيجية”.
وقال في خطاب مصور الاثنين “نبارك لأهل غزة صمودهم”، وحث على فتح جبهات قتال جديدة، لاسيما في الضفة الغربية. ووجه التحية “لمن ساند غزة في لبنان وإيران واليمن والعراق وضحوا من أجلنا، وعلى رأسهم حسن نصرالله، زعيم حزب الله“.
-
باريس تمنح اللجوء لزوجين فلسطينيين فارين من حماس
-
إسرائيل تعرض ممرًا آمنًا للسنوار مقابل الرهائن.. كيف سترد حماس؟
وتابع أن الأثمان الباهظة مطلوبة في مسيرة التحرير، مضيفا أن رسالة “طوفان الأقصى” مفادها أن “توحيد جبهات المقاومة تؤدي إلى الانتصار وتشتيت الجهود الإسرائيلية”. ودعا إلى فتح جبهات إضافية أخرى، من ضمنها الضفة الغربية.
وأثارت كلمة مشعل غضبا واستنكارا واسعين في الشارع العربي، فمن جهة حملت تصريحاته استهانة واستخفافا بدماء الفلسطينيين، مع الترويج لميليشيات إيران التي ساهمت في توسيع نطاق الحرب دون أن تقدم أي خدمة لأهالي غزة، ومن جهة أخرى يسعى مشعل للتحريض على الفتنة والفوضى في الدول التي تعاني أصلا تداعيات الحرب.
وجاءت أولى ردود الفعل من مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش، الذي أكد في تصريحات للعربية/الحدث الاثنين أن “الشعارات الكاذبة لن تحقق مصلحة أو تحمي مواطناً”، متهما إيران بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، ومعتبرا أنها لم تدعم الشعب الفلسطيني بل تاجرت بدمه فقط.
-
هل وصلت مفاوضات الهدنة في غزة إلى طريق مسدود؟ مطالب حماس وتعنت إسرائيل
-
إدارة بايدن تضغط من أجل تهدئة بين إسرائيل وحماس لتعزيز موقف هاريس
كما اعتبر أن “حماس فضلت التحالفات الخارجية على المصلحة الوطنية”. وقال “أولويتنا وقف الحرب وليست المتاجرة بالدم الفلسطيني”.
وتابع أن “هجوم 7 أكتوبر جعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في وضع أفضل”، معتبرا أن الانتصار الحقيقي يكمن في حماية الشعب الفلسطيني. وتابع قائلا إن “من لا يريد الوحدة أو المصالحة يخدم مصالح نتنياهو“. ورأى أن حماس وإسرائيل تسببتا بمعاناة للفلسطينيين.
وعكست التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم الاستياء والغضب من كلمات مشعل التي تكرر مزاعم الإخوان.
🛑 خالد مشعل ارتفع عنده هرمون الهبد اليوم في ذكرى #طوفان_الأقصى المزعوم وكمية من التصاريح العجيبة والطلبات الغريبة والأنفاس الاخونجية العميقة وتحشيد الشعوب ضد حكوماتها ‼️
📍#طوفان_نحو_التحرير ام طوفان نحو الإبادة pic.twitter.com/9YfPPV46zm— حسام (@eayoftiger) October 7, 2024
ولخص ناشطون ما جاء في كلمة مشعل، معتبرين أنه منفصل عن الواقع:
ملخص ما قاله خالد مشعل في الذكرى السنوية لحادثة 7 اكتوبر – من مقر إقامته بجانب إحدى القواعد الأمريكية – :
• انتصرت حماس وإسرائيل انهزمت.
• شكرًا إيران ووكلائها.
• يجب دعمنا ماليًا من الأشقاء العرب.
• نريد مظاهرات عارمة في الدول العربية.
• نريد فتح جبهات جديدة.تعليق |…
— ملفات كريستوف ﮼١٧٢٧م (@CressFiles) October 7, 2024
وسخر آخرون من الخسائر التكتيكية التي تحدث عنها القيادي في حماس:
حصيلة العدوان الصهيوني المستمر على غزة منذ عام فقط بلغ عدد الشهداء 41870، والمصابين 97166 ، وتدمرت البنية الاسكانية والحيوية وتهجر اكثر من 1.8 مليون فلسطيني ..
خالد مشعل : “خسائرنا تكتيكية” !
اذا كان دم الفلسطيني رخيص عند حماس وحلفائها لدرجة ان كل الآلم والفقد والضياع والتشرد… pic.twitter.com/V0c949G5Qa
— 🇧🇭 عبدالعزيز البوعينين (@azizbh7r) October 7, 2024
-
إسرائيل تعلن عن اغتيال قائد حماس والحركة تلتزم الصمت
-
اتفاق غزة.. بايدن ينتقد حماس قبل رحلة بلينكن إلى مصر
واستنكر آخرون المزاعم المضللة:
اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس؛ ثم اكذب اكثر حتى تصدق نفسك 🚀👌🏻
خالد مشعل.. هارب من المعركة مدبر عنها وتشكر دولا لم تفعل شيئًا ملموسًا سوى ضجيج وهرطقة 🐀#حماس #خالد_مشعل الخائن والعميل المزدوج #حماس_تمثل_أمة_الإسلام ❌#حماس_تمثل_الفرس_والجرذان ✔️ pic.twitter.com/o1KLVrhakf
— سلطان النفيعي (@sultanalnefaie) October 7, 2024
وبالتزامن مع كلمة مشعل، أكد حزب الله في بيان أصدره بذكرى 7 أكتوبر/تشرين الأول أنه سيواصل “صد العدوان” الإسرائيلي رغم الأثمان الباهظة”.
كما اعتبر أن إسرائيل “غدة سرطانية” في المنطقة لا بدّ من “إزالتها ولو طال الزمن”.
وفي سياق متصل أكد أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن “خيار الحركة هو مواصلة خوض معركة استنزاف طويلة مع إسرائيل”.
وقال في كلمة مصوّرة في الذكرى الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الدولة العبرية إن “ضربة المقاومة في معركة طوفان الأقصى كانت استباقية بعد أن وصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي لمرحلة خطيرة”، داعيا إلى “أوسع تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني ومقاومته” كما حث على شن هجوم سيبراني على إسرائيل.
وندد باغتيال قادة فصائل المقاومة في فلسطين وفي كل الجبهات، معتبرا أن هذه السياسية “تعد خاتمة خير وعلامة نصر حقيقية للأحرار”.
وأوضح أن “وضع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة في غاية الصعوبة”، معتبرا أن ملفهم قد يدخل في “نفق مظلم”.
-
من يخلف إسماعيل هنية في رئاسة حماس؟
-
اتهامات جنائية أمريكية ضد السنوار وقيادات حماس: قفاز قضائي للكمة سياسية
وفي سياق متصل ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بحركة حماس في الذكرى الأولى لهجومها على إسرائيل.
ومن بين الأفراد المستهدفين المواطن اليمني حامد عبد الله حسين الأحمر الذي يقال إنه مؤيد دولي لحماس، وتسعة كيانات مرتبطة به.
وتم ذكر أسماء العديد من جامعي التبرعات في أوروبا، بما في ذلك محمد حنون المقيم في إيطاليا وماجد الزير في ألمانيا وعادل دغمان في النمسا.
وأشارت وزارة الخزانة إلى استخدام “جمعيات خيرية وهمية وصورية تدعي زورا مساعدة مدنيين في غزة”، في حين تدعم حماس.
-
أبرز قادة «حماس» الذين استهدفتهم إسرائيل
-
حماس ترد على قصف مدرسة خديجة: إسرائيل تكذب وتسعى لاستمرار عدوانه
وقدرت الوزارة أنه “منذ أوائل 2024، ربما تكون حماس قد تلقت ما يصل إلى 10 ملايين دولار شهريا من خلال مثل هذه التبرعات”، مضيفة أن أوروبا تعتبر مصدرا رئيسيا لجمع الأموال من قبل المجموعة.
كما استهدفت العقوبات بنك الإنتاج الذي يقال إنه يستخدم لتمويل العمليات الداخلية و”الالتفاف على العقوبات الدولية من خلال العمل خارج النظام المالي الدولي”.