حزب الله يفتح الباب لتفاوض مشروط لوقف النار برعاية بري
أكّد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب مستعدّ لوقف إطلاق نار مع إسرائيل لكن بشروط يراها “مناسبة” وذلك في أوّل كلمة له بعد انتخابه خلفا لحسن نصرالله، فيما يبدو أن الجماعة اللبنانية لا تمانع في التفاوض على هدنة في الحرب التي تلقت خلالها ضربات موجعة أدت إلى مقتل أبرز قياداتها، ما يعقّد مهمة توحيد صفوفها من جديد.
وقال قاسم “إذا قرر الإسرائيلي أنه يريد إيقاف العدوان نحن نقول نقبل، لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية، لن نستجدي وقف إطلاق النار”.
وأضاف “أي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر ودعامته الأولى وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان وبعد ذلك نبيّن رأينا بالتفاصيل”، مؤكدا أن رئيس البرلمان نبيه بري “هو محور التفاوض لإيقاف العدوان”.
وتابع أنه “إلى الآن كل الحراك السياسي لم يفض إلى نتيجة لأنه لم يطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويمكن أن نناقشه”.
وزاد “تألمنا جراء ضربات كبيرة”، مضيفا “لكن بدأ الحزب يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة وبدأ العمل من أجل أن ينتظم كل شيء”.
وأكد قاسم أن الحزب لا يقاتل نيابة عن إيران أو تنفيذا لمشروعها، بل لحماية أرض لبنان وتحريرها. وحول مستقبل الجماعة بعد اغتيال نخبة من قياداته وتلقيه ضربات قاسية من إسرائيل خلال الشهر الماضي، قال “برنامج عملي هو استمرار لنهج نصر الله، سنبقى بمسار الحرب وفق التطورات”.
وشدد على أن “المقاومة وجدت لتحرير الأرض ومواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية في المنطقة”، مضيفا “خلال 11 شهرا قلنا إننا لا نريد حربا لكننا جاهزون إذا فرضت علينا”.
وأكد قاسم على أن “مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة من بوابة القطاع، ولأهلها علينا جميعا حق إنساني وعربي وإسلامي وقومي بأن ننصرها”.
وردا على الانتقادات التي تبرر العدوان الإسرائيلي كونه أعقب مساندة حزب الله لغزة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد أن “إسرائيل لا تحتاج لذريعة لارتكاب مجازرها بحق الفلسطينيين واللبنانيين التي بدأتها منذ عقود قبل وجود المقاومة الفلسطينية وحزب الله”.
وانتقد قاسم ما وصفه بـ”التواطؤ الغربي”، قائلا “هذه الحرب ليست إسرائيلية فقط، بل إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية فيها كل الإمكانات للقضاء على المقاومة وشعوب المنطقة تستخدم فيها كل الوحشية والإبادة والإجرام”.
وتأتي تصريحات قاسم في وقت أعلن فيه وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الأربعاء أن مجلس الوزراء الأمني برئاسته يناقش شروط الهدنة مع حزب الله في جنوب لبنان حيث يقوم الجيش بهجوم بري هناك.
وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية قال كوهين “هناك مناقشات وأعتقد أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت”. ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون مساء الثلاثاء المطالب لهدنة تستمر 60 يوما.
وتشمل المطالب الإسرائيلية انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان محافظة إسرائيل على حرية التحرك في حال وجود تهديد.
وفي سياق متصل توعد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأربعاء الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، بمصير سلفه حسن نصر الله الذي اغتالته تل أبيب الشهر الماضي.
ويأتي تصريح كاتس تعليقا على خطاب الأمين العام الجديد للحزب، الذي شدد من خلاله اليوم بأنه “سيحذو حذو سلفه حسن نصر الله في الاستمرار في نهج المقاومة”.
وفي معرض رده على قاسم، قال كاتس إن إسرائيل “تتعهد فعليًا، بأنها ستضمن ذلك عما قريب”.