حرب دبلوماسية جديدة.. كيف تسببت علاقة ماسك ونتنياهو في توتر بين ترامب وجنوب أفريقيا؟

8 فبراير 2025

754 3 دقائق

إيلون ماسك ونتنياهو يثيران غضب ترامب.. أسباب توتر العلاقات مع جنوب أفريقيا

عاقب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جنوب أفريقيا عبر وقف المساعدات المالية، مما دفع الأخيرة إلى التنديد بما اعتبرته “حملة تضليل” بحقها.

وخلف هذا الصراع يقف سببان، الأول هو إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي النافذ في إدارة ترامب، أما السبب الآخر فيتعلق برئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو.

قال البيت الأبيض إن ترامب وقع أمرًا تنفيذيًا بوقف المساعدات المالية لجنوب أفريقيا بسبب سياستها المتعلقة بالأراضي .وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها على إسرائيل، حليفة واشنطن، أمام محكمة العدل الدولية.

وتُظهر أحدث بيانات الحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة خصصت مساعدات تقدر بنحو 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في عام 2023.

تاريخ الاستعمار

وقالت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا، اليوم السبت. إن الأمر التنفيذي “يفتقر إلى دقة الواقع، ولا يعترف بتاريخ الاستعمار والفصل العنصري القاسي والمؤلم لجنوب أفريقيا”.

وأضاف البيت الأبيض، أمس الجمعة، أن واشنطن ستضع أيضًا خطة لإعادة توطين مزارعين من جنوب أفريقيا وعائلاتهم من أصحاب البشرة البيضاء كلاجئين.

وقال إن مسؤولين أمريكيين سيتخذون خطوات لإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية. بما في ذلك استقبال اللاجئين وإعادة توطينهم من خلال برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة.

وقالت وزارة خارجية جنوب أفريقيا: “من المثير للسخرية أن الأمر التنفيذي ينص على منح وضع لاجئ في الولايات المتحدة لمجموعة في جنوب أفريقيا .لا تزال من بين أصحاب الامتيازات الاقتصادية، في حين يجري ترحيل الضعفاء في الولايات المتحدة من مناطق أخرى من العالم .وحرمانهم من اللجوء رغم الصعوبات الحقيقية”.

وقال ترامب، دون الاستشهاد بأدلة، إن “جنوب أفريقيا تصادر الأراضي”. وإن “فئات معينة من الناس” تتلقى معاملة “سيئة للغاية”.

وقال الملياردير الأمريكي المولود في جنوب أفريقيا، إيلون ماسك، المقرب من ترامب. إن البيض في جنوب أفريقيا هم ضحايا “قوانين الملكية العنصرية”.

ودافع رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، عن سياسة الأراضي في بلاده. وقال إن الحكومة لم تصادر أي أرض، وإن السياسة تهدف إلى حصول الناس على الأراضي على نحو عادل.

وأضاف رامافوزا أن جنوب أفريقيا “لن تخضع للترهيب”.

الانتصار لغزة

واشتكت واشنطن من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية. واتهمت فيها إسرائيل بالإبادة الجماعية بسبب حملتها العسكرية على قطاع غزة. التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.

وتنفي إسرائيل الاتهامات وتقول إنها تصرفت دفاعًا عن النفس. بعد هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

لكن الحرب الإسرائيلية، التي استمرت أكثر من 15 شهرًا. خلفت أكثر من 48 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأشار البيت الأبيض إلى هذه القضية بوصفها مثالًا على اتخاذ جنوب أفريقيا مواقف ضد واشنطن وحلفائها.

كما أشار الأمر التنفيذي إلى علاقات جنوب أفريقيا مع إيران. التي لها خصومة مع واشنطن في الشرق الأوسط.

“لن نذهب إلى أي مكان”

عبرت منظمة “أفري فورام”، وهي جماعة ضغط يمينية، وحركة “التضامن”. التي أغلب أعضائها من أصحاب البشرة البيضاء، عن تقديرهما لاعتراف ترامب “بالظلم”. الذي يتعرض له المواطنون البيض في جنوب أفريقيا، لكنهما أبدتا أسفهما لقطع المساعدات.

وقال فليب بايز، رئيس حركة “التضامن”، التي تنتمي إليها منظمة “أفري فورام”: “لم ولن نطالب بفرض عقوبات على جنوب أفريقيا أو قطع التمويل عن الضعفاء من جانب الحكومة الأمريكية”.

وأضاف: “نعتقد أن المواطنين العاديين في جنوب أفريقيا ينبغي ألا يتحملوا تكلفة النزاعات الدبلوماسية”.

وقال كالي كريل، الرئيس التنفيذي لمنظمة “أفري فورام”. إنه إذا حصل المواطنون البيض على حق اللجوء في الولايات المتحدة. فسوف تندثر هويتهم الثقافية، وهي مخاطرة لن يقدموا عليها.

وأضاف: “نحن مواطنون أصليون في هذا البلد، ولن نذهب إلى أي مكان”.

تابعونا على