تيغراي على صفيح ساخن: المعارضة ترفض ويريدي وأديس أبابا تترقب

أعلنت ثلاثة أحزاب رئيسية في إقليم تيغراي الإثيوبي رفضها لحكومة مؤقتة بقيادة الجنرال تاديسي ويريدي، ما يعرقل جهود تكريس الاستقرار في الإقليم المضطرب.
وقالت مصادر مطّلعة إن الحكومة المركزية في أديس أبابا تنظر بقلق إلى التطورات في تيغراي، في ظل “هشاشة” المرحلة الانتقالية.
- «تيغراي» تعيد ترتيب أوراقها.. جنرال على رأس حكومة جديدة
وأعلنت أحزاب؛ “أرينا”، و”استقلال تيغراي”، و”بايتونا” رفضها للحكومة المؤقتة الجديدة بقيادة الجنرال ويريدي، متهمةً إياها بـ”الهيمنة الفئوية” و”الإقصاء المتعمّد”.
وجاء ذلك في بيان مشترك للأحزاب الثلاثة أن الخطوة قد تؤدي إلى تعميق الانقسامات الداخلية في الإقليم، وسط مخاوف أوسع من العودة إلى ممارسات ما قبل الصراع، حين كانت الشرعية السياسية محل نزاع مزمن.
ونقل البيان عن رئيس حزب “استقلال تيغراي”، ديجين مزغيبي، قوله إن الحكومة الحالية “تفتقر إلى الشرعية الشعبية والمؤسساتية”، في إشارة إلى غياب تفويض من المجلس المؤقت للإقليم.
من جهته، اعتبر أمدوم جبرائيل سيلاسي، رئيس حزب أرينا، أن تشكيل الحكومة دون موافقة المجلس المؤقت “يهدّد بتقويض عملية بناء الثقة السياسية”، بحسب البيان، فيما وجّه يوسف برهي، نائب رئيس حزب بايتونا، انتقادًا حادًا لما وصفه بـ”انشغال حكومة تيغراي بالسلطة وتجاهلها للأزمة الإنسانية الخانقة”.
واعتبرت مصادر مطّلعة في أديس أبابا أن هذه الخطوة قد تُعقّد الجهود الجارية لإعادة بناء المؤسسات في تيغراي بعد الحرب التي دمّرت البنية التحتية وأدّت إلى نزوح مئات الآلاف.
ووفق المصادر، تخشى أديس أبابا من أن يؤدي إقصاء هذه الأحزاب، التي شاركت سابقًا في الإدارة السابقة بقيادة جيتاتشو ردا، الذي أُعفي من منصبه نتيجة صراع مع الحرس القديم لجبهة تحرير تيغراي، إلى هيمنة الجنرال تاديسي ويريدي على السلطة، ما يهدّد بإعاقة المسار السياسي السلمي، بل وقد يُعيد الإقليم إلى أجواء الاستقطاب والانقسام.
وبينما تسعى الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا لتسريع إعادة دمج تيغراي في النظام السياسي الوطني، يبدو أن غياب توافق داخلي في الإقليم قد يُضعف هذه المساعي.
وترى أديس أبابا، بحسب المصادر التي تحدّثت أنه في ظل هذا الانقسام، تزداد الحاجة إلى حوار داخلي شامل يضمن تمثيلًا سياسيًا واسعًا، ويحول دون احتكار السلطة من قبل جهة واحدة.
والأسبوع الماضي، أعلن الجنرال تاديسي ويريدي عن تشكيل حكومة انتقالية جديدة في إقليم تيغراي، ضمّت 21 مسؤولًا في مختلف المؤسسات الحكومية للإقليم، وأعاد مسؤولين كبارًا في قوات جبهة تحرير تيغراي إلى السلطة بعد أن فُصلوا من الإدارة السابقة، فيما اكتفى بنائب واحد له، مقارنةً بسلفه الذي كانت إدارته الانتقالية تتكوّن من 27 مسؤولًا ونائبين لرئيسها، من بينهم الجنرال تاديسي ويريدي، الذي تسلّم السلطة من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي هذا الشهر، في مراسم تسلّم حضرها مسؤولون وممثلون غربيون، فضلًا عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.