تمويل قطري وتركي يدعم نفوذ الإخوان في المجتمعات الغربية

في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو في مصر، نُشرت دراسة تحليلية جديدة للفقيه المصري والقاضي الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، تكشف الأبعاد العميقة لاختراق جماعة الإخوان المسلمين للمجتمعات الغربية، وتحولها إلى شبكة عابرة للحدود تستغل الدين لأغراض سياسية وتنظيمية.
تحت عنوان “جماعة الإخوان: التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة”، تناولت الدراسة تطور الجماعة من تنظيم محلي مصري إلى شبكة دولية نشطة في أكثر من 70 دولة، وأكدت أن التنظيم استفاد من المناخ الليبرالي في أوروبا وأمريكا ليؤسس واجهات دينية وخيرية كان ظاهرها العمل المجتمعي، وباطنها تعزيز الأجندة الإخوانية، وفقا لما نقلته صحيفة “الدستور” المصرية.
الدراسة أبرزت الدور المحوري لسعيد رمضان، صهر حسن البنا، في تأسيس “المركز الإسلامي في ميونيخ”، الذي تحول إلى قاعدة انطلاق لتوسع الجماعة في ألمانيا. وفي بريطانيا، أنشأ قادة الإخوان منظمات مثل “رابطة مسلمي بريطانيا” بعد 2013، بينما استفادوا في فرنسا وبلجيكا من تمويل قطري وغطاء جمعياتي لبناء نفوذ مجتمعي داخل الجاليات الإسلامية.
وحذرت الدراسة من ازدواجية الخطاب الإخواني، حيث تعتمد الجماعة في الداخل على خطاب تعبوي قائم على “التمكين”، بينما تقدم في العلن خطابًا معتدلاً يدعو للتعايش وحقوق الإنسان. كما وثقت الدراسة استخدام الجماعة لأموال قطرية وتركية بعد 2013 لإطلاق قنوات إعلامية وتأسيس منظمات واجهة في إسطنبول.
وفي أمريكا، تعمل الجماعة عبر منظمات مثل “CAIR” و”ISNA”، رغم الاتهامات المتكررة بدعم التطرف. ولم تسلم أوروبا من التغلغل الإخواني، إذ أقامت الجماعة علاقات مع أحزاب يسارية وليبرالية، وروجت لنفسها كمدافع عن حقوق المسلمين، فيما أكدت تقارير استخباراتية أوروبية أنها تسعى لتأسيس “مجتمعات موازية”.
إلى ذلك، شددت الدراسة على أن جماعة الإخوان استخدمت التحولات السياسية في دول الربيع العربي كفرصة للتمكين، مستشهدة بتجربة حزب النهضة في تونس، ودور الجماعة في ليبيا وسوريا واليمن، عبر تحالفات مع تنظيمات مسلحة وتمويلات خارجية.
كما أكدت الدراسة أن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية في مصر والسعودية والإمارات والبحرين يعكس وعيًا متقدمًا بخطرها، داعية الدول الغربية لاتخاذ خطوات مماثلة لحماية مجتمعات من هذا المشروع الأيديولوجي العابر للحدود.