سياسة

تقرير لـ “بي بي سي”: الزيف والكذب يجتاحان إعلام أردوغان


قالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، في تقرير لها، أن الأخبار الزائفة والكاذبة تنتشر على نطاق واسع، بوسائل الإعلام التركية، فمع سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الصحف ووسائل الإعلام وغلق المناوئة له وتكميم أفواه المعارضين طفت على السطح الأخبار الزائفة والكاذبة، التي ترددها الكتائب الإلكترونية التابعة لحزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان.

ويحاول الأردوغانيون تسويق الأخبار الكاذبة ونظرية المؤامرة في الشارع التركي لاستقطاب الشعب، وبين تلك الأخبار تنتشر قصص وهمية لخدمة مشروع السلطان، الذي شن منذ ظهور رواية الانقلاب الفاشل في 2016، حملات أمنية واسعة.

حملات أردوغان أسفرت عن خضوع قرابة 402 ألف شخص لتحقيقات جنائية، واعتقال نحو 80 ألفا، بينهم 319 صحفيا، كما جرى إغلاق 189 مؤسسة إعلامية، وفصل 172 ألفا من وظائفهم، ومصادرة 3003 جامعات ومدارس خاصة ومساكن طلابية.

وأشار تقرير البي بي سي، إلى أنه خلال الأيام الماضية حفلت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بالعديد من القصص الزائفة، من بينها: تعرض طفلة صغيرة لسيدة محجبة للركل من متظاهرين مناوئين للحكومة التركية، وإشادة الناشط السياسي نعوم تشومسكي بالرئيس التركي، فضلاً عن نشر صور جثث المسلمين تطفو في نهر بميانمار، وفيديو لطائرة تركية تقصف موقعا كرديا في سوريا، لكن وحسب موقع بي بي سي عربي، فإن هناك خيطا واحدا يجمع كل هذه القصص السابقة ألا وهي أن جميعها زائفة.

وقال مراسلها في إسطنبول مارك لوين أنه في دولة مثل تركيا؛ حيث تنتشر نظريات المؤامرة يصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، حيث تستخدم المعلومات من أجل مزيد من الاستقطاب، مضيفا أن نحو نصف سكان تركيا 49% يواجهون أخبارا كاذبة بالمقارنة بـ9% فقط في ألمانيا.

وفي تركيا أيضاً تنتشر نظريات المؤامرة، فعلى سبيل المثال قال مستشار رفيع المستوى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هناك مؤامرة من أعداء الرئيس لاغتياله باستخدام الطاقة الذهنية عن بعد، كما يعتبر الكثيرون أن العديد من طهاة التلفزيون جواسيس، فيما باتت الصحف التركية المتحدثة باسم الحكومة مؤخرا مصدر التقارير الزائفة والكاذبة بشأن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وفي عام 2016 تم إطلاق موقع تييت دوت أورغ التركي الذي يستخدم مزيجا من المهارات الصحفية والتكنولوجيا الرقمية للتأكد من صدق الأخبار المنتشرة أونلاين في تركيا، ورصد الموقع خلال العامين الماضيين نحو 526 خبرا كاذبا، جلها سياسي.

وقال الصحفي التركي محمد أتاكان فوكا، المسؤول عن الموقع، أن القصص الزائفة تصل لنحو 30 قصة يوميا، إننا في حاجة لتعليم الناس ومنحهم الأدوات للتحقق بأنفسهم من صدق الأخبار، وأضاف أنه خلال العامين الماضيين تم التحقق من زيف 526 قصة أغلبها سياسي، وتم استخدام صور تم التلاعب بها أو مزاعم كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحتى تقصي الحقائق يمكن استخدامه كأداة لتحقيق أهداف سياسية في تركيا، فأحد مواقع تدقيق الأخبار، والذي تديره كاتبة عمود في صحيفة صباح الموالية للحكومة وزوجها، يقوم بدلا من تحري صدق الأخبار والصور بمساندة موقف الحكومة ويعمل على نزع المصداقية عن المعارضين.
وقال فوكا: لا توجد حرية تعبير في تركيا فحتى مواقع تقصي الحقيقة تستخدم كدعاية، فهي سلاح آخر في يد الحكومة.

ويوجد في تركيا أكبر عدد من السجناء الصحفيين، فهي تحتل رقم 157 في مؤشر حرية الصحافة من بين 180 دولة، كما تحتل المركز الأول عالميا من حيث انتشار الأخبار الكاذبة، حيث تصدرت قائمة الدول التي يشتكي سكانها من انتشار الأخبار الكاذبة والمغلوطة، وفق تقرير لوكالة رويترز عن الأخبار الرقمية لعام 2018.

والخميس الماضي قضت محكمة تركية بسجن الكاتب الصحفي علي أونال، 19 عاما و6 أشهر، في إطار قضية الانتماء للداعية فتح الله كولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وأمس السبت أعربت السفارة الأمريكية لدى أنقرة عن قلقها حيال الحملة الأخيرة التي شنتها السلطات التركية ضد عدد من الناشطين والحقوقيين والصحفيين والأكاديميين، واعتقلت على إثرها عدداً منهم.

وقامت السلطات التركية بتنفيذ مداهمات ضد أكاديميين وأعضاء في المجتمع المدني وأفراد في القوات الجوية وأئمة، على خلفية الاشتباه بصلتهم بجماعة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وعلى إثر ذلك طالبت منظمة العفو الدولية أمنيستي حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها ضد المعارضين والناشطين، تحت ذريعة الأمن.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى