إقتصاد

تقدّم ملحوظ في بناء ميناء الداخلة: مشروع استراتيجي يقترب من التحقق


 تقترب نسبة تقدم أشغال إنشاء ميناء الداخلة الأطلسي بالصحراء المغربية من منتصف مراحلها على ما أعلنته نسرين إيوزي مديرة تهئية المشروع الضخم. الذي سيلعب دورا بارزا في المبادرة التي أطلقتها المملكة لتسهيل ولوج دول المنطقة إلى الممر المائي الحيوي .وقوبلت بانخراط واسع فيها بالنظر إلى أنها تشكل فرصة تاريخية لتحقيق نقلة نوعية في التنمية.

ويعكس هذا التقدم إشارة واضحة على التزام المغرب بتعزيز البنية التحيتة في أقاليمه الجنوبة ودمجها بشكل كامل في النسيج الاقتصادي الوطني والدولي، في إطار إستراتيجية يحرص العاهل المغربي الملك محمد السادس بنفسه على متابعتها .وتهدف إلى ترسيح سيادة المملكة على صحرائها وتحويلها إلى قاطرة للتنمية.

كما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المغرب الطموحة لجعل أقاليمه الجنوبية قطباً اقتصادياً ولوجستياً ذا إشعاع قاري ودولي. وتعزيز دوره كشريك تنموي استراتيجي في إفريقيا.

وأوضحت إيوزي أنه “من المقرر أن تبدأ قريبا أشغال ردم الأحواض والأراضي المسطحة، وبالموازاة مع ذلك، يشكل تصنيع كتل الأرصفة. لهياكل الرسو المرحلة الرئيسية التالية للمشروع”، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وأشارت إلى أن “ميناء الداخلة الأطلسي يندرج في إطار الرؤية الملكية للتنمية المندمجة للواجهة الأطلسية وتعزيز التعاون جنوب – جنوب مع دول الساحل. كما أنه يشكل ركيزة أساسية للاستراتيجية الوطنية للموانئ في أفق 2030”.

ويلعب هذا المشروع دورا محوريا ضمن برنامج النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، مع الاندماج الكامل في مخطط التنمية الإقليمية للداخلة – وادي الذهب.

وينتظر أن يشكل ميناء الداخلة الأطلسي محورا بحريا رئيسيا في المنطقة يربط المغرب بعمقه الإفريقي وبالقارات الأخرى مثل أوروبا والأميركيتين. كما سيساهم في تحسين القدرة التنافسية للمملكة في مجال النقل البحري، مما يعزز مكانتها كبوابة لأفريقيا على المحيط.

وتتجه الرؤية نحو أن يكون الميناء “ذكيا” وصديقا للبيئة بالاعتماد على الطاقات المتجددة، الشمسية والريحية، لتوفير الطاقة الكهربائية والمياه. ما يقيم الدليل على التزام المغرب بالتنمية المستدامة والتوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر.

وبفضل موقعها الإستراتيجي ستلعب المنشأة المينائية .بعد تدشينها دورا بارزا في جعل الجهة مركزا للاشعاع الاقتصادي واللوجستي والصناعي على المستوى القاري والدولي.

وستبلغ الطاقة الاستيعابية الإجمالية للميناء 35 مليون طن، موزعة بين البضائع السائبة السائلة، والبضائع السائبة الصلبة، والحاويات حتى مليون حاوية نمطية. وإصلاح السفن والأنشطة المرتبطة بصناعة الصيد السمكي، وفق المصدر نفسه.

ويعد ميناء الداخلة الأطلسي ركيزة أساسية في المبادرة الملكية الجديدة التي تهدف إلى توفير منفذ بحري للعديد من الدول الإفريقية تتصدرها مالي، النيجر، بوركينا فاسو، وتشاد. ما سيتيح لها الوصول إلى الأسواق العالمية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي. مما يؤكد دور المغرب كفاعل رئيسي في تنمية القارة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى