سياسة

تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية في إطار “المصير المشترك”


أصدر المحامي وأستاذ القانون هوبير سيلان مؤخرا الجزء الأول من كتابه الجديد “المصير المشترك” عن دار النشر “لا كروازي دي شومان”، سلّط فيه الضوء على العلاقات العريقة والاستثنائية بين المغرب وفرنسا اللذين دشنا مرحلة جديدة من الشراكة بعد الزيارة التي أداها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب ومباحثاته المثمرة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وفي حديث خاص لوكالة المغرب العربي للأنباء، يقدّم سيلان كتابه مشيرا الى أن قرار تأليفه يأتي تماشيا مع النهج الرئيسي الذي قاده مع نخبة من المؤلفين الفرنسيين والمغاربة جمعتهم فكرة المصير المشترك إلى تأسيس “مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة” قبل نحو عشر سنوات.

ويؤكّد الكاتب أن الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية التي تجمع بين البلدين التي أتى عليها المؤلفون وهم من خلفيات متنوعة، ليست وليدة اليوم أو مرتبطة فقط بفترة الحماية التي بدأت عام 1912، بل تعود إلى أزمنة أقدم بكثير، حيث كانت التبادلات بين الرباط وباريس قائمة منذ عهد الملكية الفرنسية السابقة، بل وحتى قبل ذلك، وهو ما ذكره في مؤلفاته السابقة التي تناولت قضية الصحراء المغربية أو العلاقات بين ليوطي والسلطان مولاي يوسف.

وقال “لا ينبغي أن يقتصر الحديث على الحدث المعروف المتعلق بالسلطان مولاي إسماعيل ولويس الرابع عشر، إذ أن هناك العديد من العلاقات الأخرى ذات الطبيعة المختلفة، فضلا عن المعاهدات العديدة التي أبرمت بين البلدين”.

وأضاف “ما يميز هذا الكتاب هو طموحه لدمج وجهات نظر مختلفة من جانبي الحدود. ولهذا الغرض، قمت بتقسيمه إلى فصول، يتناول أحدها التاريخ وآخر الدينامية الديمقراطية في المغرب بما في ذلك الإصلاحات التي جرى تنفيذها، إلى جانب فصول أخرى عن العلاقات الدولية والثقافة والتنمية”.

ويرى هوبير سيلان أن التقارب الثقافي والعاطفي الذي يجمع المغرب وفرنسا الى جانب الروابط التاريخية هو الفكرة الجوهرية التي تشكل روح الكتاب، وقد أكد ذلك الاتفاق بين البلدين خلال زيارة ماكرون الأخيرة الى المملكة البلدين على إرساء شراكة أكثر قوة واستدامة، تهدف إلى مواجهة تحديات المستقبل بروح من التضامن والتفاهم المتبادل.

وتم نهاية الأسبوع الماضي تقديم “المصير المشترك” بمقر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط بمبادرة من جمعية “رباط الفتح للتنمية المستدامة” و”مؤسسة فرنسا المغرب للسلام والتنمية المستدامة” وبحضور ثلة من الشخصيات من مختلف المشارب.

واشتهر الكاتب الفرنسي بدعمه لقضية الصحراء المغربية، حيث سلط الضوء في مؤلفاته وفي مجموعة من المقالات في الصحافة الفرنسية على الصحراء وحقوق الانسان. وصدر له في عام 2018 عن منشورات ملتقى الطرق “لا كروزي دي شومان” كتاب بعنوان “السياسي في مواجهة القانون” تناول فيه أطوار محاكمة اكديم إزيك .

ونشر سيلان المراقب الدولي في مجال حقوق الإنسان في كتابه انطباعاته ونتائج بحثه وتحقيقاته الميدانية عن أطوار المحاكمة التي تمت فيها ملاحقة 23 متهما في أحداث تفكيك مخيم اكديم ازيك .

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى