تصعيد إيراني.. مئات الإعدامات خلال عام في حملة ترهيب ممنهجة
أعدم ما لا يقل عن 975 شخصا في إيران خلال العام 2024، في “تصعيد مريع” لتنفيذ عقوبة الإعدام كوسيلة “قمع سياسي” للجمهورية الإٍسلامية، على ما جاء في تقرير نشرته منظمتان غير حكوميتين فيما بات الإعدام وسيلة النظام للقمع وإشاعة الخوف في بلد يعاني من العديد من الازمات.
ورأت “المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان” ومقرها في النروج والمنظمة غير الحكومية الفرنسية “معا ضد عقوبة الاعدام” أن هذا العدد “صادم للغاية” والأعلى منذ بدء هذا التعداد في 2008.
العدد صادم للغاية
ولم تُضمّن حوالى 40 حالة إعدام مفترضة في التقرير، لتعذر جمع المعلومات الكافية، على ما أوضح واضعو التقرير.
وقال مدير “المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان” إنّ “هذه الإعدامات جزء من حرب تشنها الجمهورية الإيرانية على شعبها للمحافظة على سطوتها على السلطة” التي هزتها تظاهرات شعبية واسعة في 2022 و2023 أدت إلى موجة توقيفات في البلاد.
وبين ال975 الذين أعدموا في 2024، ما يشكل زيادة نسبتها 17 % مقارنة بالعام 2023، 31 امرأة وأربعة أشخاص شنقوا علنا على ما جاء التقرير.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أعلنت الشهر الماضي أن الاعدامات في إيران سنة 2024 بالمئات.
وكانت معظم عمليات الإعدام بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات، لكن الأمم المتحدة تؤكد إعدام معارضين سياسيين وآخرين على صلة باحتجاجات حاشدة خرجت عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجاز الشرطة لها بسبب مخالفتها قواعد اللباس الصارمة.
واندلعت احتجاجات عام 2022، والتي أشعلت بعضا من أسوأ الاضطرابات منذ الثورة الإسلامية عام 1979، في أعقاب وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاما) في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها بتهمة ارتداء “ملابس غير لائقة”.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الإصلاحي الذي فاز في الانتخابات في يوليو/تموز 2024، قد تعهد خلال حملته الانتخابية بتحسين حماية حقوق المرأة والأقليات لكن لم يحدث تغيير جذري فيما يتعلق بالحريات والحقوق حيث يهيمن المتشددون على مختلف القرارات المصيرية في البلاد.
وتعمد السلطات الإيرانية بنشر الخوف وترهيب المعارضين من خلال تصعيد عمليات الإعدام دون مبالاة بالتنديد الدولي فيما تبرر طهران ذلك بأن من نفذ بحقهم عمليات الإعدام متورطون في التجارة بالمخدرات او القتل او الإرهاب او التخابر مع جهات أجنبية.
ومع التضييق على إيران على المستويين الإقليمي والدولي وشعور النظام بالإرباك من المنتظر ان تتصاعد عمليات الإعدام.