تصاعد الغضب الديني في إسرائيل.. مظاهرات الحريديم ضد قانون التجنيد
 
 احتشد مئات الآلاف من المتدينين الإسرائيليين (الحريديم) في القدس الغربية، للتظاهر ضد التجنيد الإجباري.
وقدرت محطات التلفزة الإسرائيلية أعداد المشاركين بمئات الآلاف.
وكان «الحريديم» دعوا لمظاهرة أطلقوا عليها «مسيرة المليون» للاحتجاج ضد التجنيد الإجباري ومحاولات اعتقال متدينين يرفضون الاستجابة لدعوات التجنيد.

ويعتبر «الحريديم»، أن مهمتهم هي دراسة التوراة، لكنّ المحكمة العليا الإسرائيلية ألزمتهم منتصف العام الماضي بالخدمة العسكرية أسوة بباقي الإسرائيليين.
ويلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية بالخدمة العسكرية. وحاليا يخدم الذكور لمدة 36 شهرا فيما تخدم الإناث لمدة 24 شهرا.

وبرزت الحاجة لخدمة المتدينين إثر الحرب خلال العامين الماضيين وما نتج عنها من نقص للجنود.
ومنذ ساعات الصباح، بدأ آلاف المتدينين الإسرائيليين بالتوافد إلى القدس الغربية في الحافلات والقطار.
وبينما أوقفت حركة القطار في ساعات الظهر بين القدس وتل أبيب، أغلق الطريق السريع بين المدينتين.

وانتشر آلاف من عناصر الشرطة وطواقم الإسعاف في المدينة خشية وقوع تدافعات.
وتعرّضت طواقم قناة ” 12″ للهجوم في المظاهرة من قِبَل حشد غاضب، طاردهم بعنف ومنعهم من تغطية الحدث.
وبعد ذلك بوقت قصير، ألقى المتظاهرون زجاجات مياه على مراسلة القناة في موقع آخر من المظاهرة.

كما هاجم المتدينون مصور القناة 13. ويحمل المتظاهرون لافتات منددة بالتجنيد، بعضها صادر عن منظمي التظاهرة والبعض الآخر عن منظمات مستقلة، مثل: “إسرائيل هي ستالين” و”لا نخاف من الاعتقالات، بل نخشى الأوامر” و”نموت ولا نتجند”.
وقال رئيس المعارضة يائير لابيد مخاطباً المتظاهرين: “إذا كنتم قادرين على السفر للتظاهرة، يمكنكم الذهاب إلى مكتب التجنيد. إذا كنتم قادرين على السير في الشوارع، يمكنكم السير في الخدمة العسكرية وحماية دولة إسرائيل. ما كان لن يكون بعد الآن””.
أعداد الحريديم
ووفقا لمعهد الحريديم للعلاقات العامة، فإن أقرب تاريخ تتوفر فيه بيانات موثوقة بشكل معقول هو عام 1979، عندما بلغ عدد المجتمع الحريدي حوالي 212,000، أي ما يعادل 5.6% من إجمالي السكان.

ومنذ ذلك الحين، نما المجتمع بنسبة 509% ليصل اليوم إلى حوالي 1.29 مليون، أي 12.9% من إجمالي السكان.
وبحسب توقعات المعهد، فإنه في عام 2048، من المتوقع أن يكون هناك 2.86 مليون يهودي متدين، وهو ما سيشكل 21.2% من إجمالي الإسرائيليين.
وبالنظر إلى حجمهم الحالي ومعدل النمو المتوقع، فمن المحتمل بحلول عام 2065 أن يبلغ عدد السكان الحريديم حوالي 4 ملايين نسمة.
وفي حين سيبلغ عدد بقية السكان في إسرائيل حوالي 12 مليون نسمة، وبالتالي فإن الحصة المتوقعة لعدد السكان الحريديم ستكون حوالي 25% من سكان البلاد.

وفي السنوات الأخيرة، تزايد تأثير الحريديم في الساحة السياسية الإسرائيلية خصوصا في ظل الحكومات التي يشكلها بنيامين نتنياهو. ويعتبر الحريديم أنفسهم شركاء لنتنياهو.
وحتى شهر يوليو/تموز، كان لدى «الحريديم» حزبان ممثلان في الحكومة الحالية، وهما “شاس” الذي يمثل اليهود المتدينيين الشرقيين، و”يهدوت هتوراه” الذي يمثل اليهود المتدينين الغربيين.

وفي الانتخابات الأخيرة عام 2022، حصل “شاس” على 11 مقعدا، فيما حصد “يهدوت هتوراه” 7 مقاعد من أصل مقاعد الكنيست الـ120.
وللحريديم مدارسهم الخاصة التي تركز على تعليم التوراة، لكن يؤخذ عليهم تراجع طلابهم في دراسات العلوم والرياضيات وهو ما يؤثر على انخراطهم في سوق العمل.
ويكاد يكون هذا أحد أسباب عدم ارتفاع دخلهم، فهم بالمجمل يبحثون عن الوظائف منخفضة الأجر والتي لا تتطلب مهارات كان يمكنهم الحصول عليها في المدارس غير الدينية.

ويتجنب الذكور من الحريديم العمل ويقولون إن مهمتهم هي دراسة التوراة، وبالتالي لا يساهمون إلا بالقليل في الضرائب التي تعتبر عماد الاقتصاد الإسرائيلي.
وتواجه مبادرات الحكومات الإسرائيلية انخراط المزيد من «الحريديم» في التعليم العلماني بمقاومة شديدة من الطلاب أنفسهم وقادتهم الدينيين. ويملك الحاخامات ما يشبه السلطة المطلقة عليهم ولديهم محاكمهم الدينية.

 
  
 



 
 


