تركيا تكشف عن مساعدات طبية موجّهة إلى العراق لمواجهة كورونا
في الوقت الذي تجاهلت فيه أنقرة الدعوات العراقية بخصوص وقف الانتهاكات اليومية ووقف الغارات الجوية والتوغل البري التي أطلقتها في منتصف الشهر الحالي، فإنها كشفت مؤخرا عن مساعدات طبية موجّهة إلى العراق للتصدي لفيروس كورونا.
ومن جهته قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إنّ الرئيس أردوغان أمر بتجهيز مساعدات طبية لإرسالها قريباً إلى العراق لمساعدتها في مواجهة فيروس كورونا، معتبرا بأن دعوة الرئاسة العراقية تركيا لوقف الهجمات التي تسببت في سقوط مدنيين شمال العراق، بمثابة دعاية لحزب العمال الكردستاني، حسب ما أفادت به صحيفة زمان التركية.
وفي بيان لها، وصفت الرئاسة العراقية الهجمات التركية بأنها تُعدّ انتهاكاً صارخاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية، حيث طالبت بضرورة الحد من الانتهاكات التي تطال السيادة الوطنية بسبب العمليات العسكرية التركية المتكررة وخرقها للأجواء العراقية، وقد قتلت العديد من المدنيين العزّل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية.
فيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، بأنّ الادعاءات التي تشكّل ركيزة هذا التصريح، ليست إلا دعاية ترمي من ورائها منظمة (بي كا كا) الإرهابية ومؤيدوها إلى تشويه عمليات تركيا لمكافحة الإرهاب، وذلك في اتهام واضح ومباشر للرئيس العراقي ذي الأصول الكردية، برهم صالح، برعاية الإرهابيين، مضيفا بأنه يجب ألّا تكون السلطات العراقية أداة للإرهابيين في حملات التشويه الدعائية.
هذا وأصدرت حكومة إقليم كردستان بياناً لها تستنكر فيه الهجمات التركية، التي أسفرت عن مقتل مواطنين، وطالبت أيضا كُلاً من تركيا باحترام سيادة الأراضي العراقية، وحزب العمال الكردستاني بإخلاء المناطق المعنية.
وكانت تركيا قد أعلنت في 17 يونيو الحالي، إطلاق عملية مخلب النمر في منطقة حفتانين شمال العراق، حيث شملت إنزالاً لعدد من الجنود بالمنطقة، ضدّ عناصر حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد عملية مخلب النسر التي انطلقت فجر يوم 15 من نفس الشهر.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام كردية عراقية بأنّ القوات التركية المشاركة في عملية مخلب النمر قد سيطرت على ما يقارب 60 قرية في محافظة دهوك، وبأن القوات التركية قامت بإجراء عمليات إنزال على قمة جبل خامتير بعد قصف مكثف، ويربط الجبل المنطقة الحدودية بين إقليم كردستان وتركيا، وبالسيطرة على الجبل تستطيع القوات التركية السيطرة على جميع المناطق المحاذية للجبل، إلى جانب التحكّم في الحركة بالمناطق الواقعة في أطراف القمّة الجبلية.
ويشار إلى أن جندي تركي آخر قتل في شمال العراق، وذلك في حادث هو الثالث من نوعه حيث كشفت عنه وزارة الدفاع التركية خلال أسبوع، بعد شنّ الغارات الجوية والتوغل العسكري التركي البري منتصف هذا الشهر في إقليم كردستان.
وذكرت الوزارة: إنّ جندياً تركياً لقي مصرعه خلال عملية مخلب النمر شمال العراق، أثناء اشتباكات مع إرهابيي بي كا كا، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية فيما سبق بأنّ اثنين من جنودها فقدا حياتهما في الأسبوع المنصرم، في اشتباكات مع عناصر حزب العمال الكردستاني، كان أحدهما يوم الجمعة، بينما كان الآخر يوم الاثنين.
