سياسة

تحذير سنغالي: تدفقات مالية غير شرعية تغذي شبكات التهريب بليبيا


حذَّر المدعي العام السنغالي عليو ضياء من تدفقات مالية “مشبوهة” إلى ليبيا، في ظل تصاعد طلبات الفدية من ميليشيات مقابل الإفراج عن المهاجرين غير النظاميين المحتجزين في مراكز تجميع مهجورة.

 وأكد ضياء، على هامش حفل تنصيب اللجنة الإقليمية لمكافحة الهجرة غير النظامية على المستوى الإقليمي في مدينة تامباكوندا السنغالية، على ضرورة مراقبة هذه التدفقات، مشيرا إلى حالة العديد من العائلات المقيمة في المنطقة الشرقية من البلاد التي أجبرتها الجماعات المسلحة على دفع الفدية بعد “إخافتهم وإرسال صور تظهر أبنائهم مقيدين”.

ولفت الى أن هذا النشاط غير القانوني سببه تدفق مهاجرين سنغاليين إلى ليبيا في العشر سنوات الأخيرة، حيث يقعون ضحايا عصابات الاتجار بالبشر التي تبتزهم من أجل السماح بمواصلة رحلتهم نحو أوروبا، مضيفا أن “الآباء يستسلمون لضغوط المتاجرين ولا يقدمون شكاوى”، وفق موقع بوابة الوسط المحلي.

واستغلت شبكات الاتجار بالبشر حالة عدم الاستقرار التي سادت ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 لتطوير شبكات سرية لنقل آلاف المهاجرين من إفريقيا إلى أوروبا، حيث أصبحت الدولة التي تقع على بعد حوالى 300 كيلومتر عن الساحل الإيطالي نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من الصراعات وعدم الاستقرار في بلدان أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة في منتصف أغسطس/آب في بيان تسجيل اعتراض 13.323 ألفا من المهاجرين قبالة السواحل الليبية بينهم 445 طفلا، ثم إعادتهم إليها في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 10 أغسطس/آب من العام 2024 وأوضحت أن الوفيات بين المهاجرين بلغت 421، فيما سجل فقدان 603 في نفس الفترة.

وتشير تقارير دولية الى تحول ليبيا إلى مركز عبور رئيسي للاتجار بالبشر، حيث أكد تقرير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة مؤخرا على أنها استُخدمت كنقطة عبور رئيسية لـ17 طريقاً لهذه الأنشطة غير الإنسانية، فيما يتم استغلال المهاجرين وطالبي اللجوء بمن فيهم الأطفال يعرضونهم للاغتصاب والعنف الجنسي وسوء المعاملة والابتزاز.

وتدير العصابات المتخصصة أنشطتها بعيدا عن أعين أجهزة الأمن الليبي التي تُعلن بين الحين والآخر عن مداهمة وكر سري لتلك العصابات والتي يرى محللون أنها تحولت إلى مصدر لتمويل الجماعات المسلحة خاصة في غربي ليبيا.
وتفيد تقارير دولية بتسجيل 66 ألفا و300 وافد في عام 2024 إلى إيطاليا بلد الوصول من ليبيا. بينما تمثل بنغلاديش 21 في المئة وسوريا 19 في المئة وتونس 12 في المئة الجنسيات الرئيسية الثلاث للمهاجرين الذين وصلوا إليها، ويحتل الباكستانيين المرتبة السادسة بين بقية الجنسيات المسجلة.

وتُكثف السلطات الليبية تنظيم عمليات العودة الطوعية للمهاجرين غير النظاميين إلى دولهم. حيث سهّلت خروج آلاف المهاجرين من البلاد عبر المنافذ الجوية والبرية، خلال الأشهر الماضية. بينما حذر وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا عماد الطرابلسي من أن بلاده قد تلجأ إلى “الترحيل القسري” للمهاجرين الى أوطانهم في حال تقاعس المجتمع الدولي عن دعمها في تنفيذ عمليات العودة الطوعية لهم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى