سياسة

تحذير أمريكي من «داعش-خراسان»


تتصاعد التحذيرات في الولايات المتحدة من الخطورة المتسارعة لتنظيم «داعش-خراسان»، وسط مخاوف من أن تصل ضرباته يوما ما إليها.

وتقول صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية إن التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش-خراسان» ومقره أفغانستان يتنامى بسرعة، لا سيما أنه قد ربط الولايات المتحدة مع بعض ألد أعدائها، بما في ذلك روسيا وإيران، وحتى نظام طالبان الحاكم في أفغانستان.

وقد تم استهداف كل من هذه الجهات الفاعلة، إما بهجمات مباشرة ومميتة من التنظيم، وإن كانت روسيا استطاعت أن تتجنب الكارثة بأعجوبة في مناسبات متعددة.

فماذا يقول المحللون؟

يقول المحللون إن قدرات “داعش-خراسان” تنمو بسرعة، وكذلك رغبتها في ضرب المصالح الأمريكية في الخارج.

وقال الجنرال مايكل إي. كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، أمام لجنة بمجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر، إن الجماعات التابعة لتنظيم داعش، بما في ذلك خراسان، تحتفظ بالقدرة والإرادة للهجوم، ويمكنها الضرب في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون خلال 6 أشهر ودون سابق إنذار.

وأشارت الصحيفة إلى أن البنتاغون أعلن أنه يحتفظ بنحو 3000 جندي أمريكي في العراق وسوريا على وجه التحديد لمنع تنظيم داعش من إعادة بناء “خلافته” التي كانت هائلة في السابق.

وقال الجنرال كوريلا إن هجمات داعش هذه من المرجح أن تكون ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، وليس الولايات المتحدة نفسها، فالأخيرة هدف من المحتمل ألا تتمكن المجموعة الإرهابية من الوصول إليه.

لكنه يرى أن ذلك قد يتغير دون اتخاذ إجراء مباشر ضد “داعش-خراسان” قريبا -كما تقول تحذيرات الخبراء المتخصصين-، في إشارة إلى إمكانية وصول الهجمات إلى أفغانستان.

إشكاليات المواجهة

وفي مواجهة هذا “العدو الصاعد”، وجدت الولايات المتحدة نفسها متحالفة في بعض النواحي مع خصومها الرئيسيين، في إطار جهد واسع وعابر للقارات لاحتواء تنظيم “داعش-خراسان“، لكن بعض المحللين يحذرون من أن العداء وانعدام الثقة بين القوى الكبرى المعنية شديد للغاية، لدرجة أن فرص التعاون المباشر في مكافحة الإرهاب محدودة في أحسن الأحوال.

علاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تزن بعناية مقدار المعلومات الاستخباراتية حول التنظيم، التي يجب مشاركتها مع خصوم مثل إيران أو روسيا، اللذين يمكنهما استغلال مثل هذه المعلومات لتعزيز مصالحهما الخاصة في أوروبا أو الشرق الأوسط.

وقال ناثان سيلز، منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن هذه واحدة من تلك المواقف “التي لا يكون فيها عدو عدوي صديقي بالضرورة”.

وأعرب عن توقعاته بأنه قد يكون هناك تعاون على مستوى منع التصادم بين جيوش تلك الدول وتبادل التحذيرات، لكنه يرى أن التعاون لن يذهب إلى أبعد من ذلك.

وبرر اقتصار التعاون إلى هذه الدرجة، بأن خصوم واشنطن غالبا ما يستخدمون مكافحة الإرهاب ذريعة للقيام بأشياء لتعزيز مصالحهم الخاصة وتقويض المصالح الأمريكية، حسب قوله.

 

 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى