تاريخ الإخوان مليء بالعنف والخراب
كشفت ثورات “الربيع العربي” خبايا تنظيم الإخوان، فبعد أن تميزت الانشقاقات من الجماعة بالصمت، سطّر بعد 2011 أغلب من خرج من الجماعة تجربته في كتاب، ومن تلك التجارب انشقاق المحامي المصري ثروت الخرباوي.
وبعد انشقاقه قدّم الخرباوي في كتابه “سر المعبد… الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين” جوانب أخرى لجماعة الإخوان وأسراراً لم تكشف من قبل من خلال رؤية خبير بها درسها وعايشها لأعوام…، لا بهدف التجريح أو الإساءة، ولكن لفهم ما يحدث الآن وظروفه وملابساته، وتصحيح الخطأ إن وُجد.
يقدّم الخرباوي لكتابه بالعبارة التالية: “إذا كنت ستقرأ هذا الكتاب لتأخذه كما هو، فلا تقرأه، وإذا كنت ستقرؤه وقد اتخذت مسبقاً قراراً برفضه، فلا تقرأه، ولكن اقرأ وفكر، ثم بعد ذلك ارفض أو اقبل، ارفض الكل أو ارفض البعض، واقبل الكل أو اقبل البعض، قراءة بلا تفكير ليست قراءة ولكنّها تلقين، الأحرار فقط هم الذين يفكرون حين يقرؤون، قراءة مضمخة بالتفكير تعطيك عمراً جديداً، وفي هذا الكتاب أهب لك بعض عمري”.
يقول الخرباوي: إنّه يروي في كتابه بعضاً من الأشياء التي يجب على المتحدثين بالإعلام أخذها في الاعتبار، كما أنّه دعوة للتفكير وليس لأيّ شيء آخر، مؤكداً حرصه على استعراض الأفكار والمناطق الفكرية التي وقف عليها الإخوان، وعلاقتهم بالحركة الوهابية، وسبب اختيار اسم “الإخوان“، وما مصدره، وفي نهاية كتابه يقدّم وثائق على العلاقة بين الإخوان والوهابيين، ثم سيطرة الفكر القطبي على الجماعة، من سيد قطب الذي اتهمه الإمام الغزالي بأنّه ينسج فخاً يطيح بجماعة الإخوان المسلمين بدعم الحركة الصهيونية.
ويصف الخرباوي في كتابه “سرّ المعبد” طقس البيعة للجماعة: بالدخول لغرفة البيعة المظلمة. يكونون في مواجهة أخ يرتدي لباساً أبيض يغطي كامل جسده، ولن يعرف شخصه أحد، ويقوم الجالس في المواجهة بتلقي البيعة إنابة عن المرشد بآيات الله التي تحض على القتال في سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، والتذكير بسرية التنظيم وشرعية الظروف التي صاحبت ذلك، ومن ثم أخذ البيعة على الجهاد حتى ينتصر الإسلام، أو يهلك دونه.
ثم يخرج مسدساً، ويطلب من المبايع أن يتحسسه في الظلام، وأن يتحسس المصحف الشريف الذي يبايع عليه، ثم يقول له: “إن خنت العهد أو أفشيت السر، فسوف يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير”، وإذا قبل العضو بذلك، كُلِّف بأداء القسم على الانضمام عضواً في الجيش الإسلامي والتعهد بالسمع والطاعة. المنهاج نفسه الذي أسسه “حسن البنا” مقلداً تجربة الانضمام إلى “الماسونية”، وبالطقس نفسه، والغموض نفسه، بل بالمراتب نفسها التي يرتقي فيها العضو درجاته في سلم التنظيم.
وانتقد الخرباوي مقولة “الإسلام هو الحل” التي استخدمها مرشحو الجماعة في الانتخابات البرلمانية عام 2005، والتي رأى أنّها تعني أنّ الشخص الذي يحمل هذا الشعار يملك الإسلام، ولا يملكه المرشح المضاد له، وأنّ هذا غير لائق.